أسطورة الإله آمون

أهم وأشهر الآلهة المصرية القديمة وصاحب أكبر شعبية في تاريخ آلهة الفراعنة، وتعددت واختلفت مهامه عبر التاريخ، فكانوا يعتبرونه إله الشمس والخصوبة والرياح، بالإضافة إلى أنه في وقت من الأوقات تم دمجه مع الإله رع وصاروا إلهاً واحداً يدعى آمون رع.
أهمية الإله آمون
كان الإله آمون يحظى بشعبية كبيرة لدى قدماء المصريين، فبحسب اعتقادهم أنه كان خالق الكون، وكان أبو الآلهة، كما نجد العديد من النقوش في المقابر وعلى جدران المعابد التي تخص الإله آمون، وذلك كان بسبب أن الفراعنة كان لديهم اعتقاد أن الحاكم هو ابن الإله الذي يتمثل على هيئة بشر، وبذلك كان يستمد الحاكم قوته، وبالتالي اهتموا كثيراً بنقش جدران المقابر والمعابد، بالإضافة إلى أن الدين كان هو المؤثر الأول على الإمبراطورية المصرية، وحتى تفرض الملكة حتشبسوت أحقيتها في حكم الإمبراطورية المصرية قامت بنقش قصة ولادتها الإلهية على جدران معبدها بالدير البحري.
شكل الإله آمون وأسرته
كان الإله آمون على هيئة رجل بشري له لون بشرة أزرق أو أسود، وكان يرتدي مجوهرات حول عنقه وأساور في يده وتاج طويل، وعند ارتباطه بالإله رع أصبح له رأس صقر، وفوق رأسه قرص شمس يلتف حوله أفعى مقدسة، كما كان أحيانا يصور برأس كبش.
وكان للإله آمون أسرة يعبدها المصريون أيضاً (الأب الإله آمون، وزوجته الإلهة موت، وابنهم خونسو).
قوة الإله والكهنة
في فترة من الفترات حدث صراع بين الإله آمون والإله رع على الحكم بالنسبة للفراعنة والكهنة، وللقضاء على هذه الصراعات تم دمج الإلهين حتى صاروا إلهاً واحداً يدعى “آمون رع”، وبذلك أصبح الإله آمون رع هو أقوى إله في الدولة المصرية ككل بعد أن كانت تتم عبادته عبادة إقليمية في مدينة طيبة “الأقصر حالياً”، بالإضافة أنه تمت إضافة أساطير الإله رع لأساطير آمون مما زاد كثيراً من قيمته كإله، وأصبح ذكره شيئاً أساسياً في جميع الأساطير المصرية، كما زاد الاهتمام كثيراً بعبادته في عصر الدولة الحديثة “عصر الأسرات الثامنة عشر، والتاسعة عشر، والعشرين”.
وكما هو معروف أنه مع قوة الإله تزداد قوة الكهنة الخاصة به، وكان آمون يزداد قوة باستمرار على عكس باقي الكهنة الذين كانت تندثر عباداتهم مع مرور الوقت، فكانت قوة الكهنة التابعين له تزداد مع مرور الوقت كما أن قوتهم ونفوذهم بلغوا نفوذ وقوة الفرعون نفسه.
وفي الوقت الذي زادت فيه قوة معبد الإله آمون، ازدهرت مصر كثيراً وزادت قوتها وكبرت الإمبراطورية، وحتى يحافظ الكهنة على هذا القدر من النفوذ والقوة صاروا يمنحون ميزات لمن يعبدون الإله آمون ويقدمون له القرابين، ومن أمثلة هذه الميزات أنهم صاروا يعطونهم غنائم من الغزوات.
وهذه القوة والنفوذ الذي بلغه كهنة آمون رع جعل من أمنحوتب الرابع بعد وصوله حكم الإمبراطورية المصرية وخوفاً على منصبه أن يحظر عبادة الآلهة في كامل مصر وتوحيد عبادة الإله آتون فقط، كما قام بتغيير اسمه لإخناتون، وبسبب مدى قوة ونفوذ كهنة آمون رع فاندثرت عبادة آتون فور موت إخناتون ومع توت عنخ آتون عادت عبادة آمون من جديد كما تم تغيير اسمه لتوت عنخ آمون.
كما قام الملك رمسيس الثاني ببناء معابد لتقديس الإله آمون، أهمها معبد الكرنك الذي كان يعتبر أكبر مجمع للمعابد لعبادة الإله، ومعبد الأقصر ومعبد دير المدينة الذي يقع على الضفة الغربية لنهر النيل قريباً من وادي الملوك، كما يوجد طريق الكباش الذي يربط بين معبدي الكرنك والأقصر وهو عبارة عن طريق توجد عليه تماثيل تمثل الإله آمون.