أمنحتب الثالث
جدول المحتويات
أمنحتب الثالث أو أمنوفيس الثالث ورث حكم الإمبراطورية المصرية عقب وفاة تحتمس الرابع الذي لم يكن له وريثاً سنه مناسب لحكم الإمبراطورية، ويقول بعض المؤرخين أن أمنحتب الثالث كان شقيق تحتمس الرابع، ولكن ليس هناك ما يؤكد حقيقة العلاقة بينهم، وهو تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشر.
فترة حكم أمنحتب الثالث
كانت مصر مستقرة وتنعم بالهدوء في الفترة التي تولى فيها أمنحتب الثالث عرش الإمبراطورية كما أنها كانت تجني الكثير من المحاصيل الزراعية التي جعلتها مستقرة مادياً بالإضافة إلى التزام جميع المناطق في الإمبراطورية وما حولها بدفع الجزية السنوية.
بسبب كل هذا الرخاء الذي كان يعم البلاد حدث نوع من التراخي لدى جيش الدولة وبدأ أمنحتب الثالث في تركيز اهتماماته في نواحي مختلفة عن ما سبقوه من الحكام، وأول ما بدأ به الحكم هو طريقة الإعلان عن نفسه من خلال جداريات ولوحات تصور الإله رع وهو يسلمه عرش الإمبراطورية المصرية ليثبت أحقيته بولاية العرش.
يذكر التاريخ أنه في بداية حكمه ظهرت ثورة تمردية في الجنوب فذهب ببعض جنوده وبالفعل نجح في القضاء على هذا التمرد حينها، ولكن لا يهتم التاريخ كثيراً بذكرها نظراً لضآلتها مقارنة بالحملات العسكرية والحربية التي خاضها الحكام من قبله وبعده.
وعلى عكس التحركات الخارجية التي كان يقوم بها الحكام فأمنحتب الثالث لم يقترب البتة من النواحي الآسيوية على الرغم من وصول رسائل من بعض أمراء هذه المناطق يستنجدون به من الغارات التي كانت تحدث هناك ولكنه أيضاً لم يتحرك تجاههم.
تزوج الملك أمنحتب الثالث في العام الثاني تقريباً من حكمه من الملكة “تي” والتي لم تأتِ من أسرة ملكية وكانت من عامة الشعب الأمر الذي تحدى به أمنحتب الثالث الكهنة والقوانين كما أمر بإنشاء بحيرة لها وتزوجها بالفعل وأنجب منها أمنحتب الرابع الذي أسمى نفسه إخناتون بعد وراثته عرش الإمبراطورية عن أبيه والذي دعى لتوحيد وعبادة الإله آتون، وبالرغم من أنه أمنحتب الثالث هو الملك إلا أن انشغاله بالنواحي البعيدة عن أمور الدولة أدى إلى أن زوجته الملكة “تي” هي من كانت تهتم بشئون الدولة، كما أن بعض الرسائل التي كانت توجه للملك من الخارج كانت تستهدف اسم الملكة تي بالخصوص.
وبسبب عدم وجود الأمور الهامة التي تشغله كملك أدى ذلك لإعلان نفسه إلهاً وليس ابن الإله.
واشتهر الملك أمنحتب الثالث خلال فترة حكمه برحلاته الاستكشافية ورحلات الصيد المتكررة وساعده على ذلك السلام والرخاء الذي كان يعم البلاد، ومن أحد أشهر رحلاته الاستكشافية والتي كانت تعرف برحلات البحث والمعرفة حينما أرسل بعثة من جنوده ورجال المعرفة في الدولة في رحلة من أجل تتبع الشمس نحو الغرب من خلال البحر الأبيض المتوسط وأن هذه البعثة أول من قد يصل شاطئ المحيط الأطلسي في التاريخ، ولكن أخبارهم قد انقطعت فجأة.
ويذكر التاريخ المصري أن أبهى صورة ظهرت عليها العاصمة طيبة كانت في عصر الفرعون أمنحتب الثالث نظراً لأنه اهتم كثيراً بتزيينها وتجميلها بالإضافة إلى التماثيل التي عادت لأبهى صورها في عصره ونحتها العبقري.
آثار تركها الملك
من أشهر الأعمال التي تركها الفرعون أمنحتب الثالث وحتى يومنا هذا هو طريق الكباش الذي هو عبارة عن طريق وعلى جانبيه تماثيل للآلهة المصرية القديمة الذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر.
كما قام ببناء معبد الأقصر العظيم الذي يتواجد على الضفة الشرقية لنهر النيل في العاصمة طيبة والتي هي الأقصر حالياً والذي لاقي اهتمام كبير من الملك حينها كما كان فيه أكثر من وثيقة توضح تصاميم وتفاصيل البناء للمعبد بشكله العبقري المتبقي حتى يومنا هذا.
كما يتواجد التمثالان المشهوران اللذان يعرفان باسم ممنون في المنطقة الغربية للعاصمة طيبة اللذان تم نحتهما من الحجر الرملي ولكنهما تعرضا للتلف في أواخر العصر القبل ميلادي بسبب أحد الزلازل التي حدثت ولكن أُعيد ترميمهما ومازالا متواجدين.
كما أنه اهتم ببناء العديد من المعابد والتماثيل والآثار التي كانت منتشرة في باقي الإمبراطورية المصرية كمنف وسيناء وقبرص والجيزة وغيرهم كما كانت تتواجد خارجها أيضاً كسوريا وقبرص.
موت أمنحتب الثالث
توفى أمنحتب الثالث بعد أن تخطى عمر الخمسين ومقبرته بوادي الملوك قد وُجِدت فارغة، ولكن مومياؤه وُجِدت فيما بعد في منطقة قريبة من الدير البحري، وتولى بعد وفاته ابنه الملك إخناتون حكم مصر، واُعتبر واحداً من أعظم الملوك الذين حكموا مصر ليس لإنجازاته العسكرية ولكن لاهتمامه بالإنشاءات والفن الذي ترك إرثاً عظيماً للإمبراطورية المصرية حتى يومنا هذا.