إخناتون
أمنحوتب الرابع أو إخناتون أو أخناتون، ابن أمنحوتب الثالث من زوجته الملكة تي، والذي قام بنشر التوحيد لعبادة الإله آتون خلال فترة حكمة.
بداية حكم إخناتون
كان للملك إخناتون أخ يدعى تحتمس وكان من المفترض أنه سيكون الوريث الشرعي لحكم المملكة المصرية القديمة بعد والدة أمنحوتب الثالث، ولكن تحتمس مات في سن صغيرة قبل أن يصل للحكم، ولذلك ورث أمنحوتب الرابع الحكم وأصبح ملكاً على المملكة المصرية القديمة.
سار أمنحوتب الرابع في بداية حكمه وتحديداً في السنوات الخمس الأولى على نهج أبوه وجده من تقديس لجميع الآلهة الموجودة وعلى رأسهم الإله آمون (رع) راعي الآلهة المصرية القديمة، وتزوج من الملكة نفرتيتي في العام الرابع من حكمه، ولكن مع العام الخامس بدأت تظهر عليه علامات مختلفة حيث أنه بدأ يولي اهتمامه فقط للإله آتون الذي يمثل قرص الشمس.
إخناتون والتوحيد
على الرغم أنه في ذلك العصر والعصور التي سبقته كان الجميع يقدسون جميع الآلهة وحتى أنه كان الإله آتون مغموراً حينها، ولكن أمنحوتب الرابع آمن بأنه لا وجود لأي إله سوى آتون وأنه أصل وجود كل شيء على الأرض، وبدأ رحلته في التجهيز لعبادة الإله آتون وحده.
بدأ أمنحوتب الرابع بتغيير اسمه الملكي إلى (إخناتون أو أخناتون) الاسم الذي يعني “خادم آتون”، الأمر الذي أثار الريبة والخوف لدى كهنة الآلهة الأخرى والشعب، وحتى يبتعد عن كهنة الآلهة الأخرى ويصب تركيزه على هذا الأمر قرر نقل العاصمة من طيبة إلى تل العمارنة في المنيا وأسماها (أخيتاتون) الاسم الذي يعني “أفق آتون”، وقام ببناء العديد من المعابد بطول نهر النيل لتقديس الإله آتون، وبدلاً من أن يستغرق المهندسون والعمال وقتاً كبيراً في تأسيس المدينة مستخدمين الحجر الضخم أمرهم باستخدام الحجر الصغير اختصاراً وتوفيراً للوقت ولسرعة الانتهاء من بناء العاصمة الجديدة، كما أنه بدلاً من إقامة العيد الثلاثيني الذي يتم فيه تقديم القرابين لجميع الآلهة وبعد مرور ثلاثين عاماً من حكم الملك أقامه إخناتون في بداية حكمة وقدم القرابين للإله آتون فقط الأمر الذي صدم الكهنة وأثار غضبهم، كما أنه قام ببناء العديد من المعابد في جميع المناطق المهمة لتقديس آتون كطيبة وهليوبوليس ومنف وغيرهم.
وبعد أن انتهى من جميع هذه الإجراءات قرر إعلان أن آتون هو إله مصر الأعلى ولم يكتفِ بهذا فقط، بل أعلن أيضاً أنه إله مصر الوحيد وإله كل مكان تشرق عليه الشمس، وأنه الوسيط الوحيد بينه وبين الشعب، وقام بحظر كل أشكال العبادة لأي إله آخر في أي مكان في مصر.
ومن أبرز مظاهر التوحيد أن توت عنخ آمون الذي تولى الحكم من بعده كان يدعى في البداية توت عنخ آتون نسبة لعبادته لآتون، وبسبب اختفاء عبادة آتون عقب موت إخناتون تم تغيير اسمه لتوت عنخ آمون، نسبة للإله آمون (رع) راعي الآلهة المصرية.
ضعف الإمبراطورية المصرية
بسبب تركيز الملك إخناتون في نشر الآتونية وعدم اهتمامه بشئون البلد الأخرى وتأمين حدودها، بدأت المملكة الحيثية التي ظهرت على الساحة الدولية في العام 1750 ق.م في التفكير في حلم الإمبراطورية، وبسبب استغلالهم انشغال إخناتون بالأمور الدينية ساعدهم ذلك على الوصول لذروة مجدهم في عصره، وبدأوا بالفعل في فرض سيطرتهم ونفوذهم في شمال الإمبراطورية المصرية، كما فقدت مصر الكثير من المناطق التي كانت تابعة لها خارج مصر ففقدت الكثير في سوريا وسيطرت الفوضى على فلسطين، كما أن أغلب القادة المصريين الذين كانوا يتولون السيطرة على النظام في تلك المناطق تم قتلهم، ونتيجة لعدم اهتمام إخناتون واستخدام نفوذه كملك لاستعادة تلك المناطق والسيطرة عليها والحفاظ على الإمبراطورية المصرية أدى ذلك لفقدانها الكثير من الأملاك التي بذلت ملوك الأسرة الثامنة عشر الكثير من الجهود في السيطرة والحفاظ عليها.
موت إخناتون
مات إخناتون بعد سبعة عشر عاماً من حكمه، وكان واحداً من أضعف الملوك في تاريخ مصر عسكرياً بسبب تركيزه فقط على الأمور الدينية ونشر الآتونية أي توحيد العبادة للإله “آتون” الذي يمثل قرص الشمس.
كما أن عبادة الإله آتون فقدت رونقها بعد وفاته.
تماثيل وآثار
يمكنك عند زيارة تل العمارنة أن تجد المعبد الكبير والمعبد الصغير، وورشة تحتمس، وقرية العمال، وبين الأفقين التي تشرق وتغرب الشمس من بينهم.
كما وجد الأثريون عند التنقيب في تل العمارنة كميات من الرقم الطينية التي بلغ عددها تقريباً 380 قطعة، وكانت هذه الرقم عبارة عن ألواح طينية ويتم حرقها حتى تصبح قريبة من الحجارة ويتم الكتابة عليها، وكانت عبارة عن مراسلات دبلوماسية وغيرها مكتوبة باللغة الاكدية والسومرية (اللغة المستخدمة عند الكنعانيين).
ويوجد بالمتحف المصري الكبير تمثالاً للملك إخناتون من الحجر الرملي يعود لعصر الدولة الحديثة.