الآلهة المصرية القديمة

تعرف الحضارة المصرية القديمة بتأثرها بالدين بشكل كبير في كل جوانب حياتهم، كما أنه كان يعتبر الباعث والمؤثر الأكبر عليهم، وكان الدين لدى المصريين القدماء له خمسة قواعد أساسية وهم، الآلهة (المعبودات)، وأماكن العبادة، والمتعبدين، الوسطاء بين الآلهة والمتعبدين (الكهنة)، والشعائر والطقوس.
كما أن الآلهة المصرية القديمة كانت تتنوع لثلاثة أقسام
- الآلهة الكونية: كانوا يعبرون بهم عن الظواهر الطبيعية، كإله الشمس، وإله القمر، وإله السماء وهكذا، ومنهم الإله رع.
- الآلهة الرسمية: كانت هذه الآلهة تخص إقليم أو مقاطعة وحدها.
- الآلهة الثانوية: مزيجاً بين الآلهة الكونية والرسمية.
إله السماء “نوت”
اعتبر المصريون القدماء السماء إله وأطلقوا عليها “نوت” وعبدوها، وكانوا يتخيلونها في عدة هيئات، كأنها امرأة مسنة تضع إحدى يديها جهة الشرق واليد الأخرى ناحية الشمال، وأن إله الهواء يرفعها، أو أنها على هيئة بقرة كبيرة تقوم في الفضاء على 4 أرجل ورأسها ناحية الغرب والأرض بين أرجلها الأربعة، وارتبطت لديهم بأنها من تقوم بما يسمى الولادة المشرقية، والتي تعني ولادة الشمس، وأن هذه الشمس تعيش لمدة يوم واحد فقط ثم تموت مرة أخرى لتعود نوت لولادتها مرة أخرى، وكانت هذه النظرية لدى قدماء المصريين تثبت أم الموت يؤدي إلى الولادة، والولادة تؤدي إلى الموت، وكان هذا الإعتقاد عن الشمس في هذه الفترة، وفي أحد النصوص التي كتبها المصريون القدماء لتمجيد إلهة السماء “نوت” كانوا يصورونها كأنها امرأة كبيرة تحتضن الأرض بكلتا يديها، وكانت السماء بالنسبة للمصريين القدماء هي أول ظاهرة كونية يعرفونها بالإضافة لشروق الشمس وغروبها وظهور القمر وتغير لونها وحركة السحب لذلك قاموا بتأليهها وعبدوها.
إله الشمس “رع”
كان في اعتقاد قدماء المصريين أن الشمس أو الإله رع هو من صنع كل شيء حولهم من مخلوقات وآلهة وكائنات العالم السفلي وغيرهم، كما أطلقوا عليه أسماء أخرى.
- خبري: في وقت الصباح.
- رع: في منتصف النهار.
- آتوم: عند الغروب.
واسم رع يعني (القدرة المبدعة الصانعة)، وكان يعتبر أكبر وأعظم الآلهة المصرية لدى قدماء المصريين نظراً لمكانة الشمس العظيمة في قلوبهم، ولهذا انتشرت عبادته في كامل أنحاء الدولة المصرية القديمة ولكنها كانت تتمركز تحديداً في “هليوبوليس”.
وكان الإله رع عبارة عن جسم إنسان يمسك بيده رمز الحياة ولديه رأس صقر وفوق رأسه قرص شمس يدور حوله ثعبان، وسبب اختيارهم لرأس الصقر عائداً على أن الصقر طائر يحلق عالياً ولا يعلو عليه طائر آخر.
واعتقد المصريون القدماء أنه الإله رع له قاربين أحدهم يأتي فيه والآخر يغادر فيه أي ما يعني الشروق والغروب، وفي اعتقادات أخرى بسبب الولادة المشرقية التي كانت تقوم بها إلهة السماء “نوت” تخيلوا الإله رع على هيئة عجل ذهبي يولد من أمه “نوت”.
ومن الأسباب التي أدت لتأليه المصريين القدماء للشمس، أن سكان الأراضي الزراعية والمزارعين كانوا يعتبرون أنها من منحت أراضيهم الخصوبة ومنحتهم الكثير من المنافع، بالإضافة لخوف سكان الهضاب ورهبتهم منها لذلك قدسوها هم أيضاً، كما أن البعض عبدوها بسبب أنهم رأوا أنها صاحبة سلطة وقوة واضحة لتحكما وإجبارها للقمر والنجوم على الإختباء في الصباح.
الإله آتون
كان عبارة عن كائن سماوي ويعني اسمه (قرص الشمس)، وهناك علاقة تربط بين الإله رع والإله آتون حيث أن آتون هو تجسيد للإله رع.
وقام الملك إخناتون فور بداية حكمه بالإعلان أن آتون هو الإله الوحيد وأجبر الجميع على عبادته بالإضافة لحظره لعبادة أي إله آخر، كما أنه غير اسمه من أمنحوتب الرابع لإخناتون والتي تعني الروح الحية لآتون.
وكانت هيئة آتون عبارة عن قرص شمس يتدلى منها أسهم أو خطوط وكل واحد منهم ينتهي بيد بشرية وذلك تعبيراً عن أنها من تقوم بمنح الحياة والرخاء لمن يعبدونها، وكان مقر عبادة آتون هي مدينة أخيتاتون التي تقع بتل العمارنة والتي أقامها الملك إخناتون وجعلها عاصمة جديدة بدلاً من طيبة أثناء حكمة ولتكون مقر لعبادة الإله الوحيد في هذا العصر “آتون”.
الإله حورس
عرف الإله حورس على أنه إبن ايزيس وأوزوريس، حيث أنه تبعاً للأسطورة الشهيرة الخاصة بهم أن أوزوريس تم قتله على يد أخيه سِت بسبب طمعه في الحكم، وحاولت إيزيس أن تعيده للحياة وفي تلك الفترة حملت بإبنها حورس، وتنكرت وسط البشر العاديين بإبنها على أنها امرأة فقيرة حتى يكبر ابنها، وبالفعل عاد حورس وحارب عمه سِت واستطاع أن يستعيد منه الحكم، وفي إحدى المعارك بينهم استطاع سِت أن يقتلع إحدى عيني حورس ويقطعها، لذلك يشار للإله حورس بالعين.
وكان حورس هو إله السماء، كما اعتبروه في الميثولوجيا المصرية القديمة انه حامي السلالة الملكية والمدافع عن الحقوق والنظام نظراً لتصديه لعمه سِت.
الإله أنوبيس
كان أنوبيس في بداية الأمر هو إله الموتى وذلك قبل قتل أوزوريس على يد أخيه سِت، حتى أصبح أوزوريس هو إله الموتى وتحول أنوبيس لإله التحنيط، وحسب أسطورة إيزيس وأوزوريس أنه حينما حاولت إيزيس إعادة أوزوريس للحياة قام أنوبيس بلفه بالشاش الأبيض ولهذا السبب عرف بإله التحنيط،.
وكان لأنوبيس عدة مسميات منها
- أول الغربيين أو كبير المرتفعات الغربية وذلك بسبب أنه كان أول من يقابل الأموات وأن الجزء الغربي لنهر النيل كان مخصص لدفن الأموات.
- سيد لف المومياء وذلك لإرتباطه بالتحنيط.
- عداد القلوب.
- الكلب الذي يبتلع الملايين.
- سيد الأسرار.
- أمير محكمة العدل.
وكان أنوبيس على هيئة جسم بشري له رأس حيوان (ابن آوى).