الحج في الإسلام

جدول المحتويات
الحج هو خامس ركن من أركان الإسلام، فعن أبي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان”، كما تم ذكره في القرآن الكريم في سورة آل عمران في الآية 97 “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”.
أهمية الحج
كما جاء في نصوص الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، فإن أهمية الحج تتمثل في التوحيد وتأديب وتهذيب النفس والبعد عن المعصية، كما أن فائدة الحج في الإسلام تطهر الإنسان من الذنوب والمعاصي إذا شعر و نوى التوبة حقاً، وكل خطوة يخطوها الحاج أو ذكر يذكره أو نسك يقوم به ينال مقابله ثواب وحسنات، كما أن كل الحجاج يستشعرون حينها أن جميعهم سواسية متساوون لا فروق بينهم أمام الله سبحانه وتعالى، ويعتبر الحج من أحب وأعظم الأعمال لله سبحانه وتعالى وذلك حسب النصوص الشرعية من الأحاديث والآيات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه حين قال (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور).
شروط الحج
للحج في الإسلام خمسة شروط واجبة
- الإسلام: إذ أن الحج عبادة للمسلمين فقط، ولا يجوز لغير المسلم بأداء مناسكه.
- العقل: فكما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “رُفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم”، إذ أن الحج غير مفروض على الشخص فاقد الإتزان العقلي حتى يعقل ويشفى من مرضه، ومن هذا الحديث يأتي الشرط الثالث.
- البلوغ: كما ورد في الحديث السابق “وعن الصبي حتى يحتلم”، ما يعنى أنه يجب أن يكون الشخص بالغاً حتى يؤدي مناسك الحج، وإذا فعلها قبل ذلك فهو مقبول أيضاً ويعتبر تطوعاً.
- الحرية: إذ أن الحج غير واجب على العبد المملوك حتى يعتق، وذلك لعدم استطاعته، ويأتي من ذلك الشرط الخامس والأخير.
- الاستطاعة: ما يعني أن المسلم يجب أن يكون قادراً لأداء الحج، والاستطاعة يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط:
الاستطاعة المادية ــ أن يكون المسلم قادراً على تحمل تكاليف الحج كاملة وأن تكون كافيه وزائدة عن حاجته.
الاستطاعة البدنية ــ أن يكون المسلم قادراً على تحمل أعباء السفر الجسدية والبدنية، بأن يكون قادراً على المشي وتحمل أداء مناسك الحج.
الاستطاعة الأمنية ــ بأن يكون الطريق والسفر والذهاب والإياب آمناً، وإن كانت امرأة فلابد أن يلازمها محرم لها أو زوجها.
أركان الحج
للحج أربعة أركان (الإحرام والوقوف بعرفة وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة).
- الإحرام: هو النية للدخول في النسك، حيث أجمع العلماء على أن الإحرام فرض لا يصح الحج للمسلم سوى به، كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، يعتبر البعض أن الإحرام هو لبس ثوب الإحرام ولكن هذا ليس صحيحاً، فالإحرام بالنية من القلب للنسك.
- الوقوف بعرفة: قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديث شريف (الحج عرفه فمن أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليله جمع فقد تم حجه)، وعن حديث آخر عن عُروة بن مضرس قال رأيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم واقفاً بالمزدلفة فقال (من صلى معنا صلاتنا هذه ها هنا ثم أقام معنا وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه)، ومن هنا تأتي مدى ضرورة هذا الركن إذ لا يتم أداء فريضة الحج إلا به فقو الركن الأعظم في فريضة الحج، وتوقيت الوقوف يكون بين زوال الشمس إلى طلوع الفجر من ليلة النحر في التاسع من ذي الحجة.
- طواف الإفاضة أو طواف الزيارة: فقد ذكر هذا الركن بالقرآن الكريم في سورة الحج الآية 29 لقوله تعالى (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)، وهذه الآية أمراً بالطواف، إذاً هو ركن واجب التنفيذ، وفي السنة تم ذكر الركن أيضاً في حديث شريف عن السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: لمّا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينفر، إذا صفية على باب خِبائها كئيبة، فقال لها: عقري أو حلقي إنك لحابستنا، أكنت أفضت يوم النحر؟ قالت: نعم، قال: فانفري إذاً ، وهذا يعني أن طواف الإفاضة أو الزيارة ركناً واجباً لا بد منه.
- السعي بين الصفا والمروة: هذا الركن حتمي لقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة البقرة الآية 158 (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم).
واجبات الحج
عدد واجبات الحج سبعة، وتختلف عن الأركان في أن الركن لا يصح الحج بدون تأديته، بينما الواجبات من ترك منها شيئاً وجبت عليه فدية يتصدق بها فقط.
- الإحرام: النية للحج، كما انه يتم من أماكن تحيط بمنطقة الحرم المكي يتم تحديدها بناءاً على المكان القادم منه الحاج، ويوجد خمسة مواقيت مكانية هم (“ذو الحليفة أو أبيار علي” لمن يأتون من المدينة أو من يمرون عليها، وتقع على بعد 450 كم عن مكة)، (“الجحفة” ميقات من يأتي من المغرب العربي أو الشام أو مصر، وتقع على بعد 200 كم عن مكة)، (“ذات العرق” ميقات من يأتي من العراق أو من قد يمر بها، وتقع على بعد 100 كم شمال شرق مكة المكرمة)، (“قرن المنازل” ميقات من يأتي من الجهة الشرقية كالرياض، وهو جبل مطل على جبل عرفات ويبعد عن مكة بمسافة تقل عن 100 كم)، (“اليوم السعدية” ميقات من يأتي على طريق اليمن)، ومن يقطن مكة نفسه فميقاته هو محل سكنه، ومن يأتون جواً فميقاتهم أحد تلك الخمس مناطق السابق ذكرهم عند المرور بأحدهم.
- الوقوف بعرفة: (التاسع من ذي الحجة) ويكون وقت غروب الشمس يوم عرفة وحتى بزوغ فجر يوم النحر، وعند الحنابلة يبدأ الوقوف من بزوغ فجر يوم عرفة وحتى فجر يوم النحر.
- المبيت بمزدلفة: ويكون ليلة العاشر من ذي الحجة حتى طلوع الفجر، ولكن لغير القادرين فيمكنهم المغادرة إلى منى بعد نصف الليل.
- رمي الجمرات: يبدأ في يوم عيد الأضحى(يوم النحر “العاشر من ذي الحجة”) حيث يرمي الحاج 7 حصيات في جمرة العقبة الكبرى، ويتم مواصلة الرمي أيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة، وتسمى هذه الأيام الثلاث التالية ليوم النحر “بأيام التشريق”، وفي حالة كان الحاج متعجلاً فيمكنه الإكتفاء بالرمي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر ولكن في هذه الحالة وجبت عليه المغادرة قبل أن تغرب الشمس، حيث أنه إذا غربت الشمس قبل أن يغادر منى فوجب عليه المكوث للرمي حتى يوم الثالث عشر (الثالث من أيام التشريق).
- الحلق أو التقصير: كما ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة الفتح الآية 27 (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً).
- المبيت بمنى: ويكون أيام التشريق (الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر) من ذي الحجة، وقت رمي الجمرات.
- طواف الوداع: يكون طواف لتوديع المسجد الحرام بسبعة أشواط لكن دون سعي، ثم يصلي ركعتين وبعد ذلك يغادر، وذلك سنة عن رسول الله لأنه فعل ذلك عند الإنتهاء من حجه، وفي حديث شريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت).