الكعبة المشرفة على مر التاريخ

جدول المحتويات
توجد “الكعبة” في أرض الحجاز بمكة بالمملكة العربية السعودية ، و ترتبط بالمسلمين و أركان الإسلام ، فيقصدها المسلمون لأداء مناسك الحج و الطواف حولها .
سميت الكعبة بهذا الاسم لتكعيبها “تربيعها” ، و في روايات أخرى أنها سميت بذلك لارتفاعها عن الأرض ، أو لانفرادها من البناء ، و حسب ابن الأثير “أن كل شيء علا و ارتفع فهو كعب” و منه تمت التسمية .
تاريخ بناء الكعبة المشرفة عبر العصور :
- لقد اختلف المؤرخون حول من قام ببناء الكعبة المشرفة ، و لكن بناءا على (المراجع الدينية الإسلامية) فإنها قد بنيت قبل آدم عليه السلام ، و الذين قاموا ببنائها هم الملائكة تحت العرش بعد البيت المعمور ، و يقال أنها كانت مرحلة تأسيس فقط ، بينما مرحلة البناء الكامل فقد اختلفت حولها الأقاويل ، و تبعا لمصادر عدة و لكن لم يتم تأكيدها بشكل قاطع أن بناء الكعبة تم اثنتي عشر مرة : ( بناء الملائكة – بناء آدم عليه السلام – بناء شيث ابن آدم عليه السلام – بناء إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام – بناء العمالقة – بناء جرهم – بناء قصي – بناء عبد المطلب – بناء قريش – بناء عبد الله بن الزبير – بناء الحجاج – بناء السلطان مراد خان العثماني ) ، و في روايات أخرى أنه بعد أن بنيت الكعبة على يد الملائكة قبل آدم عليه السلام ، تم تدميرها بعد ذلك بواسطة طوفان نوح ، ثم شرع في بنائها بعد ذلك إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام .
- و تبعا للمصادر الدينية الإسلامية ، أن الله سبحانه و تعالى أوحى لإبراهيم عليه السلام بمكان بناء الكعبة في القرآن الكريم ، في الآية “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” ، و بذلك أتى أمر الله سبحانه و تعالى لإبراهيم بأن يقوم ببناء البيت الحرام ، و أن جبريل قد أتى إليه بالحجر الأسود ، و تقول المصادر الدينية الإسلامية أن الحجر الأسود كان ناصع البياض لقول الرسول محمد عليه الصلاة و السلام “الحجر الأسود من الجنة و كان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك” .
- كانت البداية مع سيدنا إبراهيم عليه السلام ، أنه هاجر بصحبة زوجته و ابنه إسماعيل و أقاموا في المكان الذي يتواجد فيه بئر زمزم الآن ، و قام بتركهم في هذا المكان تنفيذا لأمر الله سبحانه و تعالى ، و عندما اشتد عليهم العطش جرت السيدة هاجر سبعة مرات بين الصفا و المروة و في المرة الأخيرة خرج الماء من بئر زمزم ، و قامت بالشرب و سقيت ابنها إسماعيل ، و بعد ذلك جاء أمر الله ببناء الكعبة ، فقام ببنائها هو وابنه و وضعوا الحجر الذي أتى به جبريل عليه السلام و أتموا البناء .
- قام قصي ابن كلاب الجد الرابع للنبي محمد بسقف الكعبة بجريد النخل و خشب الدوم .
- أعادت قريش بناء الكعبة بعد عام الفيل بحوالي ثلاثين عاما ، و أثناء البناء قاموا برفع الباب من مستوى المطاف ، و سدوا الباب الخلفي المقابل لذلك الباب بسبب قصر النفقات معهم ، و قاموا بسقفها ، و قاموا برفع البناء نفسه إلى حوالي 8.6 م بعد أن كان 4.3 م فقط ، و قام النبي محمد عليه الصلاة و السلام و كان يبلغ من العمر حينها 35 عاما برفع الحجر الأسود من مكانه .
- أثناء النزاع الحادث بين عبد الله ابن الزبير و يزيد بن معاوية ، قام يزيد برمي الزبير و أتباعه أثناء تحصنهم داخل المسجد الحرام بالمنجنيق و النار ، فاحترقت الكعبة نتاجا لهذا ، و بعد مبايعة عبد الله ابن الزبير خليفة على المسلمين قام بهدم الكعبة و إعادة بنائها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، حيث زاد من البناء و جعل لها بابين ، و قام أيضا بعملية توسعة للمسجد الحرام حيث تمت مضاعفة المساحة حتى بلغت تقريبا 10,000 م² .
- احترقت الكعبة مرة أخرى بعد أن قام الحجاج ابن يوسف بمهاجمة عبد الله ابن الزبير ، و قام بقصف المسجد بأحجار المنجنيق بعد أن أمره عبد الملك ابن مروان بالتخلص منه ، و انتهى ذلك الأمر بقتل عبد الله ابن الزبير ، بعد ذلك قام الحجاج ابن يوسف بناءا على أمر عبد الملك ابن مروان بإعادة بناء الكعبة و لكن بناءا على أساسات قريش و ليس إبراهيم عليه السلام كما فعل عبد الله ابن الزبير .
- قام السلطان أحمد الأول في العهد العثماني بفعل ترميمات للكعبة (بعمل نطاقين علوي و سفلي من النحاس أصفر اللون المطلي بالذهب) ، و في العام 1039 من الهجرة حدثت سيول عظيمة أحدثت خسائر كثيرة و دمرت أجزاء من الكعبة ، فقام على أثرها السلطان مراد خان العثماني بتجديدها و ذلك كان في العام 1040 من الهجرة ، و حدث هذا التجديد على أيدي مهندسين مصريين ، و انتهوا من التجديد في نفس العام في بداية شهر رمضان ، و هذا البناء هو نفسه البناء الحالي و لكن مع حدوث إصلاحات و ترميمات فقط .
أسماء الكعبة التي وردت في القرآن الكريم :
- في سورة المائدة : (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ) . “الكعبة”
- في سورة آل عمران : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً) . “البيت”
- في سورة المائدة : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا) . “البيت الحرام”
- في سورة الحج : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) . “البيت العتيق”
- في سورة إبراهيم : (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) . “البيت المحرم”
- في سورة الطور : (وَٱلطُّورِ (1) وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ (2) فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ (3) وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ (4)) . “البيت المعمور”
وصف الكعبة المشرفة :
- هي عبارة عن حجرة كبيرة مربعة مرتفعة ، يبلغ ارتفاعها 15 مترا ، و لها باب يرتفع مترين عن الأرض من الناحية الشرقية ، و تسمى الأركان الأربعة للكعبة بـ ( الركن الشامي ، و الركن الأسود ، و الركن اليماني ، و الركن العراقي ) ، و يوجد ميزاب للتخلص من مياه الأمطار أعلى الركن الشمالي مصنوع من الذهب .
(الركن الأسود “الشرقي” للكعبة) : يوجد باتجاه المشرق و يسمى بالأسود لأن الحجر الأسود مثبت فيه ، و من عند يبدأ الطواف حول الكعبة ، هذا الركن يقابل بئر زمزم و بجوار باب الكعبة .
(الركن اليماني “الجنوبي” للكعبة) : يواجه هذا الركن جهة الجنوب .
(الركن الشامي “الغربي” للكعبة) : يوجد على الجانب الغربي من حجر إسماعيل ، و سمي بالشامي لأنه باتجاه الشام .
(الركن العراقي “الشمالي” للكعبة) : سمي بالعراقي لأنه باتجاه العراق ، كما أنه يتواجد على الناحية الشرقية من حجر إسماعيل .
- ارتفاع باب الكعبة يبلغ 3.06 مترا ، و يبلغ عرضه 1.68 مترا ، كما أنه يرتفع عن الأرض بحوالي 2.5 متر ، تم تصنيع هذا الباب من الذهب بمقدار بلغ حوالي 280 كيلو جرام ، و الذي بلغت تكلفته 13,420,000 ريال سعودي .
- و من الداخل ، الأرضية عبارة عن رخام لونه أبيض و يحدده أطراف من الرخام باللون الأسود ، هذا الرخام يرتفع 4 أمتار إلى جدران الكعبة دون أن يلتصق بالجدار ، و باقي المسافة يغطيها قماش الكعبة المكتوب عليها آيات قرآنية بالفضة ، و يوجد في الوسط ثلاثة أعمدة خشبية يصل ارتفاعها إلى حوالي تسعة أمتار لدعم سقف الكعبة ، و وجود قناديل معلقة تعود للعصر العثماني تم صنعها من النحاس و الزجاج و الفضة ، و سلم مصنوع من الكريستال و الألمونيوم يصل إلى سقف الكعبة ، و مجموعة من البلاط الرخامي يعودوا إلى جميع العهود التي تم فيها القيام بتوسعة الحرم .
- كما أن الكعبة تتميز بريحها المميز الطيب طوال العام ، حيث يقومون بتنظيفها باستمرار باستخدام خليط من العود و المسك و العنبر .