تحتمس الثالث
أعظم الأباطرة في التاريخ، وأول من يحمل لقب إمبراطور، كما لقبه بعض المؤرخين بنابليون مصر ولكن هذا اللقب ظالماً له فتحتمس الثالث لم يُهزم ولو لمرة خلال حكمه على عكس نابليون.
حياة تحتمس الثالث
تحتمس الثالث هو ابن الملك تحتمس الثاني وسادس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ولكنه كان من أم من عامة الشعب، وسبب توليه الحكم أن حتشبسوت زوجة أبيه وعمته لم تنجب سوى فتاتين، وعلى الرغم من أن تحتمس الثاني كان له ابناً آخر من زواج ملكي لكنه كان يجد أن هذا الابن لا يصلح لحكم دولة كمصر، ورأى في تحتمس الثالث جميع المواصفات التي تؤهله لأن يتولى الحكم من بعده، لذلك وضعه وسط الكهنة كي يتم تدريبه للإستعداد لحكم مصر، فقضى عمره وسط الكهنة وقادة الجيش يتدرب ويتعلم، وحين مات والده أصبحت الملكة المسالمة حتشبسوت واصية عليه، ولكنها استغلت الفرصة وصارت تعطي هي الأوامر وتتحكم بشكل كامل بالإستراتيجيات الخاصة بها المسالمة البعيدة عن الحرب، وعندما ماتت حتشبسوت عام 1457 ق.م أصبح هو الملك على مصر بشكل رسمي.
فترة حكم تحتمس الثالث
بعد أن تمكن الملك الإمبراطور من الحكم وجد أن سياسة حكم حتشبسوت المسالمة قد تعرض مصر لطمع الدول التي تحيطها وبالفعل بدأت مصر تفقد مناطق كانت تقع تحت سيطرتها، واستطاع من خلال قيادة حوالي 17 حملة عسكرية إعادة السيطرة على هذه المناطق وإعادة هيبة المملكة المصرية القديمة والتوسع حولها، كما أن عصره تميز عن غيره من الحكام بالثقافة نظراً لأنه كان حاكماً مثقفاً، وأتقن المصريون القدماء خلال عهده صناعة النبال والأسهم، وبالرغم من أن القوس والسهم كان ابتكاراً حديثاً حينها فإنه أدخل تعديلاً جديداً عليه، فلم يكتفِ بصناعته من الخشب فقط، بل أضاف له مواد أخرى من ضمنها قرون الحيوانات حتى تصبح أكثر قوة وصلابة، وبالإضافة لهذا قام أيضاً بتصنيع البلطة العادية والبلطة ذات الشفرة الطويلة المفلطحة القاطعة وهذا الأمر عزز من قدرات الجيوش في مواجهة جيوش العدو بضربات مميته، وقام ببناء الكثير من المعابد في طيبة وحوالي 7 مسلات توجد إحداهن الآن في لندن وتوأمتها في نيويورك وكان قد قام ببنائهم أمام معبد الشمس في هليوبوليس، كما توجد مسلات أخرى في اسطنبول وروما أيضاً، وهوز صاحب بناء البوابة السادسة والسابعة وقاعة الإحتفالات في معبد الكرنك.
معركة مجدو
بسبب طمع المجاورين في الأراضي المصرية بسبب الحكم السلمي لحتشبسوت، وجد تحتمس الثالث نفسه في مواجهة ضد تحالف بقين أمراء قادش ومجدو، فوجد أنه حتى يحافظ على الحدود المصرية والتوسعات أنه يجاب أن يسرع في المواجهة على أراضيهم وبالفعل بدأ بالتخطيط والتنفيذ، وكانت هذه المعركة حاسمة في سلسة المعارك التي قادها، وأذهل خلالها أعدائه بخططه الغير متوقعة، قام الإمبراطور المصري بحشد ما يقرب من 20,000 جندي وكميات من الأسلحة والمؤن وغادر على حدود غزة حتى وصل مدينة مجدو، وكان هناك 3 طرق تؤدي لساحة المعركة، منهم طريقان طويلان لكنهما سهلان في العبور وفي نفس الوقت متوقعين من العدو، فقرر من خلال خطاب قصير ألقاه أن يعبر الطريق القصير الصعب الضيق وفي الحال وافق الجيش وأيده على القرار، وبدأوا بفك العربات الحربية وحملها والسير واحداً تبع الآخر في رحلة دامت أكثر من نصف يوم تقريباً حتى تفاجئت الجيوش التي كانت تنتظرهم وظهروا لهم من مكان مفاجئ مما أثار الذعر لديهم وفروا هاربين، ووقف الجيش المصري يجمع الغنائم التي تركها حوالي 200 قائد وجيوشهم من خيول وعجلات حربية وذهب ومؤن، واضطر حينها تحتمس الثالث من محاصرة مجدو مدة 7 شهور حتى سقطت في النهاية.
عين الإمبراطور المصري تحتمس الثالث كاتباً وسكرتيراً خاصاً يدعى تاتينى ليقوم بتوثيق تاريخ يومياته العسكرية على جدران المعابد وبالتالي فإن حملاته السبعة عشر تعرف تفاصيلها كاملةً
موت الملك تحتمس الثالث
مات الملك المصري تحتمس الثالث بعد أن حكم مصر لمدة 54 سنة عن عمر ناهز 82 عاماً، وتم إقامة مراسم جنائزية عظيمة له ودفنه في مقبرة من أوائل المقابر التي تم بناؤها في وادي الملوك الغربي بالأقصر.
وتم اكتشاف مقبرته على يد العالم الفرنسي فيكتور لوريه عام 1898م.