جامع الشيخ زايد الكبير

جدول المحتويات
يعتبر جامع الشيخ زايد الكبير الموجود بإمارة أبو ظبي أحد أهم معالم الإمارات العربية المتحدة السياحية، يقصده الزوار من كل أنحاء العالم لمشاهدة هذه التحفة المعمارية التي تستحق الزيارة عن جدارة.
نبذة عن جامع الشيخ زايد الكبير
يعد جامع الشيخ زايد الكبير ثالث أكبر جامع في العالم بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، يتميز المسجد بأنه أحد أضخم الأعمال المعمارية التي تضم مزيجاً من مختلف مدارس العمارة الإسلامية، كما يتميز بلونه الأبيض البراق المزين باللون الذهبي.
حيث أن الشيخ (زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”) الذي هو أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة أراد أن يبني بيتاً من بيوت الله من أجل إقامة الشعائر الدينية، وتجسيد وتمثيل رسالة دولة الإمارات من التسامح والتعايش ومد جذور التواصل بين مختلف الأديان.
تم البدء في بناء المسجد في العام 1996م وتم الانتهاء منه في العام 2007م، حيث استغرقت عملية بنائه 11 عاماً.
يعطي الجامع انطباعاً هو بالفعل يتبناه ضمن رسائله عن التسامح والتميز والتعايش والتطوع والمسئوليات المجتمعية وغيرها من الخصال الحسنة.
جولة داخل جامع الشيخ زايد الكبير ومعلومات عنه
تبدأ جولتك داخل المسجد الرائع من “درب التسامح” والذي يضم مجموعة من الأقسام كل منها يحكي قصصاً مختلفة، وتبدأ بالقسم الأول الذي يحكي رؤية المؤسس للجامع والتي تتحدث فصولها عن المباديء التي تم تبنيها بمسجد الشيخ زايد الكبير بالإضافة إلى رحلة تأسيسه من البناء وحتى التنفيذ، مروراً بالقسم الثاني الذي يتحدث عن جميع العناصر الإسلامية التي يضمها الجامع من عناصر وفنون البناء، لتجد في القسم الأخير صوراً تعبر عن الرسائل التي يتبناها ويبعثها المسجد في نفوس زواره كما ذكرناها (التسامح والتميز والتعايش وغيرهم).
تجد نفسك بداخل الجامع الكبير والذي تبلغ مساحته كلياً 555,000 م²، والذي يضم جامع وصحن وحدائق وسوق ومكتبة ومركز للزوار ومرافق أخرى تجعل تجربة الزيارة متكاملة وممتعة لأقصى حد.
تبلغ مساحة مبنى الجامع الضخمة حوالي 40,000 م²ويغطى هذا المبنى برخام بمساحة تصل حتى 165,000 م²، أما صحن الجامع فتبلغ مساحته حوالي 17,300 م² ليستوعب ما يزيد عن 30,000 مصلي، هذا الصحن تم تصميمه على يد مصمم بريطاني عالمي، وتملأ أرضيته تصاميم من الزهور التي تنبت بالشرق الأوسط كالياسَمين والنرجس وغيرهم تنتشر من جانب الجدران وحتى منتصف الصحن.
والجامع ككل لديه القدرة الاستيعابية لما يقارب 55,000 مصلي.
ونجد على جوانب الصحن صورة مذهلة تشبه لوحة عظيمة من الفسيفساء، حيث توجد منارات أو مآذن بارتفاع يصل حتى 106م، تتميز بمزيج من 3 أنماط مختلفة من فنون العمارة الإسلامية كالطراز الفاطمي والعثماني والمملوكي، بقمة هذه المنارات تيجان مصنوعة من صفائح الذهب عيار 24، بالإضافة إلى 82 قبة مختلفة الأحجام تعلوها هي الأخرى الصفائح الذهبية قيراط 24 التي تزيدها قيمة ومظهراً جذاباً، والتي تعد أكبر القباب الموجودة في العالم من الطراز المغولي.
وأسفل هذه القباب توجد الأعمدة المذهلة التي تتميز بتصميمها الذي يعلوه شكل مقتبس من النخيل، تعبيراً عن أن النخيل كانت في القدم في منطقة الإمارات العربية المتحدة مصدراً أساسياً للطعام والمسكن، وعند النظر لأعلى تجد تجويف القباب التي تعلو هذه الأعمدة، هذه التجاويف مصممة بالجبس المغربي ومكتوب عليها آيات قرآنية تم خطها بثلاث خطوط مختلفة من ضمنهم خط النسخ (الخط الذي نُسِخَ به القرآن الكريم).
وخارج هذا الصحن تجد “الأحواض العاكسة”، والتي تم تصميمها نظراً لأن الأحواض المائية تعتبر عنصراً رئيسياً وأساسياً في الحدائق الإسلامية، وتمت تسميتها بهذا الاسم لسبب مذهل، فهي في المساء وعند النظر عليها تجدها كالمرآة التي ينعكس عليها صورة الأعمدة وذلك بمساعدة أبراج الإنارة هناك، والتي قاموا بإطلاق اسم “الإنارة القمرية” عليها، وذلك بسبب أنهم قاموا بتصميم هذه الأبراج لسبب رائع وهو محاكاة الحركة الدورانية للقمر، فعلى سبيل المثال عندما يكون القمر على هيئة هلال سوف ترى الانعكاس الظاهر على الجامع يتميز بلون شديد الزرقة، وإذا كان القمر في المنتصف ستجد الانعكاس بالأزرق الرمادي، بينما مع اكتمال القمر ستجد المسجد ناصعاً البياض، وبالتأكيد هذه الإنارة تظهر في المساء تزامناً مع ظهور القمر.
وبداخل الجامع تجد العديد من الأبواب الزجاجية المصنعة من نوع الزجاج الإيطالي (المورانو)، هذه الأبواب تتكون من 3 طبقات زجاجية والطبقات التي تتواجد في المنتصف تتزين بتصاميم على هيئة زهور وفسيفساء، وتأخذك هذه الأبواب إلى المصلى الرئيسي للجامع.
هذا المصلى المبهر الضخم الرائع الذي تبلغ مساحته أكثر من 5000 م²، ليستوعب عدداً يصل إلى 8000 مصلي، هذا المصلى يتم فيه إقامة صلوات الجمعة، والأعياد، وصلاة التراويح والتهجد بشهر رمضان الكريم، هذه القاعة تضم أكبر سجادة تم تصنيعها يدوياً في العالم والتي قام على حياكتها حوالي 1,200 سيدة واستغرقت منهم مدة عامين، هذه السجادة المذهلة تم تصنيعها من الصوف النيوزيلندي بنسبة تصل إلى 80% ومزيجاً من الصوف والقطن بنسبة 20%، وتتميز هذه السجادة بتصاميمها على هيئة زهور وأشكال ألوانها تشبه الموجود على الثريات التي توجد بالجامع، بالإضافة لوجود خطوط توجه المصلين تجاه جدار القبلة.
هذا الجدار الذي يتزين بأسماء الله الحسنى البالغ عددها 99 اسم، وتمت كتابتها بالخط الكوفي على يد الخطاط الإماراتي الجنسية محمد التميمي، ونجد في منتصف هذا الجدار محراباً مذهلاً تم تصميمه من صفائح الذهب عيار 24 وهو مغطى بفسيفساء الزجاج، وهذا المحراب مصمم في أعلاه على هيئة شمع العسل يتدلى منه خطوط منها الذهبي ليمثل أنهار العسل وخطوط بيضاء لتمثل أنهار اللبن.
وبجانب هذا المحراب يوجد المنبر الذي يستخدم لإلقاء الخُطب، هذا المنبر تم تصنيعه من خشب الأَرز الأمريكي، وتم تزيينه بأم اللآلئ وصفائح الذهب الأبيض المغطاة بفسيفساء الزجاج .
ونجد في سقف القاعة ثريا تم تصميمها على هيئة نخلة مقلوبة من ضمن سبعة ثريات موجودة بالجامع يصل وزنها إلى 12 طن، هذه الثريات مصنوعة في ألمانيا وتحديداً ميونخ من الفولاذ المذهب، هذه الثريا التي على هيئة نخلة مقلوبة يتدلى منها كرات بلورية تعبر عن ثمار النخيل.
نجد في المنطقة الداخلية من الجامع عدداً من الأعمدة يصل إلى 96 عمود، جميعها مطعم بأم اللآلئ الفاتحة وكذلك الداكنة، وهذه الأعمدة مصنعة من الرخام المقدوني، ونجد استخدام أم اللآلئ بكثرة في التصاميم الداخلية للجامع.
أما البهو الشرقي للجامع يتميز بتصميماته المستوحاة من الأزهار التي تنبت في شبه الجزيرة العربية وتحديداً صحراء الإمارات كزهرة اللبلاب الحلقي وغيرها، والتي تملأ أرضه وجدرانه، فنجد الأرض مليئة بالأزهار باستخدام تقنية التطعيم، بينما الجدران استخدموا فيها تقنية البروز، لتضفي مظهراً مميزاً.
أوقات الزيارة المسموح بها
يفتح الجامع أبوابه للزوار يومياً (من الساعة التاسعة صباحاً وحتى العاشرة مساءً)، باستثناء أيام الجمعة المباركة فيتم استقبال الزوار على فترتين، (الأولى من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً)، (والفترة الثانية عقب انتهاء صلاة الجمعة من الساعة الثالثة مساءً وحتى العاشرة مساءً).
بينما في شهر رمضان فيكون وقت الزيارة المسموح (من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة مساءً)، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح تبدأ الزيارة مرة أخرى (من الساعة التاسعة والنصف مساءً وحتى الواحدة صباحاً).
ملحقات جامع الشيخ زايد الكبير
يتميز هذا الجامع بوجود سوق، هذا السوق يتميز من الخارج بشكله الذي يظهر على هيئة قبة مذهلة، لتجد داخله محال لمختلف المنتجات التي قد ترغب في التسوق لشرائها كالملابس والعطور والسوبر ماركت، بالإضافة لوجود العديد من المطاعم والمقاهي، وساحة ترفيهية للأطفال.
كما توجد مكتبة متخصصة في علوم وفنون الحضارة الإسلامية، وتقدم هذه المكتبة تجربة استثنائية لزوارها حيث توفر مواد سمعية وبصرية بالإضافة لضمها كتب بمختلف المجالات، يتم غلق هذه المكتبة في أيام السبت والأحد من كل أسبوع، وتستقبل الزوار باقي الأيام (من الساعة التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً).
وعند زيارتك لجامع الشيخ زايد الكبير ستجد مجموعة متمكنة من الإرشاديين الذين يتقنون اللغات العربية والإنجليزية وكذلك الإسبانية لأخذك في جولة شيقة ومليئة بالمعلومات داخل هذه التحفة المعمارية الإسلامية الملهمة.