حي الحسين

جدول المحتويات
تعرف منطقة الحسين الواقعة بالقاهرة وتحديداً حي الجمالية بأنها تشمل سياحة متعددة متنوعة بين الدينية والترفيهية والتاريخية، كما أنها من أقدم أحياء القاهرة التي تتميز بالعراقة.
معلومات عن حي الحسين
تم إنشاء هذا الحي تزامناً مع إنشاء جامع الحسين، ويضم العديد من المعالم التاريخية الأثرية التي يقصدها الزوار من داخل مصر وخارجها، ويتميز الحي بطابع الأصالة الذي يستمتع به الزوار وخصوصاً في شهر رمضان المبارك والذي تزداد فيه أعدادهم بشكل ملحوظ.
يكتظ هذا الشارع العتيق بالعديد من المحلات والأسواق المتنوعة، حيث أنه يمكنك إيجاد جميع السلع التي قد ترغب في شرائها، وبالتأكيد التحف والهدايا التذكارية ذات الطابع المصري الفرعوني والإسلامي والتاريخي.
معالم الحي السياحية
مسجد الحسين
تم بناء هذا المسجد التاريخي في العصر الفاطمي تحديداً في العام (549 هجرية، 1154 ميلادي)، وقام بالإشراف على البناء الوزير “طلائع بن رزيك” أو الملقب “بالملك الصالح”، واكتسب المسجد هذا الاسم لاعتقاد البعض أن رأس الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب مدفوناً به، والذي تم قتله في كربلاء على يد الأمويين وقاموا بقطع رأسه، واختلفت الآراء حول مكان دفن الرأس، وأحد هذه الآراء أن الفاطميين قد أتوا بالرأس من عسقلان الفلسطينية إلى مدينة القاهرة خوفاً عليها وقاموا ببناء المشهد الذي مازال موجوداً حتى الآن في الحي، ويشتهر المسجد بضمه لأقدم نسخة كاملة للقرآن الكريم في العالم.
ويضم المسجد 3 أبواب من الرخام الأبيض مطلين على منطقة خان الخليلي، بالإضافة إلى الباب الأشهر المسمى بالباب الأخضر، كما أن المسجد تم بناءه من الحجر الأحمر، وتم بناء مئذنته على يد الشيخ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكري وأتمها ابنه، وهي مئذنة مليئة بالزخارف ولها قاعدة مربعة تحمل لوحتين رخاميتين مدون عليهما تاريخ إنشاء المئذنة ومن قام بإنشائها، وتتواجد هذه المئذنة فوق الباب الأخضر.
وتم توسعة المسجد في عهد الخديوي إسماعيل وهو الذي قام ببناء المسجد الحالي وكان ذلك خلال العام 1873 م، وفي العام 1893 م تم بناء غرفة ليتم فيها حفظ المقتنيات الأثرية النبوية ومنها قطعة من عصا النبي، وشعر من لحيته، وجزء من قميصه، ومصحفين لعثمان بن عفان والآخر لعلي بن أبي طالب.
وتمت أعمال ترميم وتجديد للمسجد تكلفت 150 مليون جنيه مصري خلال شهر مارس 2022 م وتم غلقه حتى تم الانتهاء من الأعمال الترميمية حتى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال شهر إبريل 2022 م ورافقه سلطان طائفة البهرة لدولة الهند “مفضل سيف الدين”، واستغرقت أعمال الترميم هذه فقط 21 يوماً والذي يعتبر وقت قياسي للانتهاء من هذه الأعمال، وكان يعمل هناك ما يقارب 300 عامل مرمم، قاموا بترميم الجدران وتصليح الأجزاء التالفة منها، وقاموا بتغيير ورفع كفاءة شبكة الكهرباء، وتركيب تكييف مركزي، وقاموا بإضافة العزل الحراري لجدران المسجد، وتوسعة مكان صلاة النساء الذي كان يتسع فقط إلى 85 سيدة فأصبح يتسع لما يزيد عن 400 سيدة، وقاموا ببناء سور يضم 6 بوابات لدخول الأشخاص، و4 بوابات لمرور السيارات.
تم اختيار هذه البقعة خلال العصر الفاطمي لتكون مقابر للخلفاء الفاطميين وتمت تسميتها بتربة الزعفران، ولكن مع بداية عصر المماليك وتحديداً خلال حكم الظاهر سيف الدين برقوق، قام أمير آخور “جهاركس الخليلي” بالنبش في هذه المقابر والتخلص من جثثها وقام ببناء خان فوق هذه البقعة لتكون مستقراً واستراحة للتجار وغيرهم من المسافرين، الأمر الذي رآه الكل أنه لا يمت للإنسانية بشيء، حتى عند مقتله في أحد المعارك التي كلفه بها السلطان برقوق في دمشق قال المؤرخ المقريزي عن هذا الحدث حينما تم ترك جثته لتلتهمها الحيوانات والطيور أن هذه عقاب إلهي له لما فعله بجثث تربة الزعفران، حتى جاء قانصوه الغوري في العام 1511 م وقام بهدم الخان وبنى المقر الجديد الذي يضم الوكالات والبوابات المتبقي منها 3 حتى الآن، ومازال المكان يحمل اسم خان الخليلي نسبة “لجهاركس الخليلي”.
ويتميز خان الخليلي حتى وقتنا هذا أنه أحد أهم الوجهات السياحية التراثية والتاريخية، وهو عبارة عن سوق عتيق يضم العديد من المحال التي توفر كافة السلع التي يرغب في شراءها أي زائر بالإضافة للمنتجات التراثية والهدايا التذكارية التي تعبر عن الحضارة الفرعونية المصرية القديمة والتراث المصري العتيق، كما أن هذا السوق يضم العديد من المطاعم والمقاهي والبازارات التي تجعل تجربة الزيارة متكاملة، ويتميز خان الخليلي بشكله الذي يعبر عن مصر القديمة من الشوارع والأزقة الضيقة التي تتزين بالمشربيات الخشبية التاريخية.
شارع المعز لدين الله الفاطمي
كان يسمى شارع المعز بعدة مسميات أخرى منهم “الشارع الأعظم”، ولكنه استقر أخيراً على اسم المعز لدين الله الفاطمي، تكريماً له على أنه الخليفة الفاطمي الذي أنشأ القاهرة، ويعتبر هذا الشارع التاريخي الأثري بمثابة متحف مفتوح يضم العديد من المعالم العتيقة كالوكالات والبوابات والمساجد القديمة والمدارس، ومن أبرز المعالم التي تتواجد بهذا المتحف التراثي المفتوح هو جامع الحاكم بأمر الله “أشعر معالم شارع المعز لدين الله الفاطمي”، ومسجد السلطان برقوق، ومجموعة قانصوه الغوري التي هي عبارة عن (مدرسة ومنزل وسبيل ومقعد وكتاب وقبة)، وقصر الأمير بشتاك الناصري “والذي بناه الأمير سيف الدين بشتاك في العصر المملوكي”، وباب زويله “أحد أهم المعالم”، مسجد محمد بن قلاوون الناصر، بالإضافة للمقاهي والمطاعم التي توفر تجربة متكاملة للوافدين على المكان.
بيت السحيمي
أقام هذا البيت الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي في العام 1648 م، وأقام الجزء الثاني منه الحاج إسماعيل جلبي عام 1796 م، وتم دمجهما معاً ليصبحا بيتاً واحداً، وترجع تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ محمد أمين السحيمي “شيخ رواق الأتراك في العهد العثماني وأحد علماء الأزهر” حيث أنه آخر من سكن هذا البيت.
ويتميز تصميم البيت بوجود حديقة تزينها المشربيات الخشبية، كما يضم العديد من المقتنيات القديمة مثل طاحونة للحبوب والتي كانوا يقومون بتشغيلها عن طريق ثور، وأواني فخارية وحجرية، كما تصل مساحة هذا المنزل إلى نحو نصف فدان، كما يعتبر الآن أحد أهم المتاحف للعمارة الإسلامية وفنونها، كما يتميز البيت بتصميمه الذي يضم طابق يسمى “السلاملك” وهو مخصص للرجال، وطابق آخر يسمى “الحرملك” وهو مخصص للنساء.