خان الخليلي

جدول المحتويات
خان الخليلي واحداً من أهم مناطق القاهرة القديمة التي يتخطى عمرها 600 عاماً تقريباً، والتي بسبب شهرتها وتاريخها تتمتع بجذب سياحي كبير.
تاريخ خان الخليلي
أثناء الدولة الفاطمية وتواجدها في مصر والتي استمر حكمها مدة 200 سنة، اختار المعز لدين الله الفاطمي هذه البقعة لإقامة مقابر لعائلته من الخلافة الفاطمية، وكانت هذه المقابر بجوار القصر الشرقي الكبير وقام بتسميتها “تربة الزعفران”، وكان للقصر تسعة أبواب منهم باب يفتح مباشرة على هذه المقابر ويسمى “باب تربة الزعفران”، وكان أول من يتم دفنهم بهذه المقابر أشخاص لم تمت في الأساس بأرض مصر، بل أتى المعز لدين الله الفاطمي برفات أبوه وأجداده من المغرب وقام بدفنهم بتربة الزعفران، وتم دفن جميع الخلفاء الفاطميين بهذه المقابر عدا “الحاكم بأمر الله” الذي تم قتله على جبل المقطم.
وعن ذكر المؤرخ “تقي الدين المقريزي” في كتابه (اتعاظ الحنفاء في بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء) حين تحدث عن الشدة المستنصرية، التي حدثت في العام 1065 م، أن مجموعة من الأتراك طلبوا نفقة من المستنصر بالله الفاطمي، ولكنه ظل يؤجل إعطائهم هذه الأموال حتى حدث أن قاموا بالهجوم على تربة الزعفران وسرقوها، ويقال أن هذه السرقات قد قدرت بقيمة بلغت 50,000 دينار، الأمر الذي دل على مدى ثراء هذه المقابر.
وانتهت الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، وظل الحكم الأيوبي في مصر قائماً مدة 80 عام، ليبدأ حكم المماليك، وتحديداً في عصر الظاهر سيف الدين برقوق، كان هناك أميراً يدعى “جهاركس الخليلي” وكان لقبه (أمير آخور) والذي كان مسئولاً عن إسطبلات السلطان، كان هذا الأمير يبغض الفاطميين كثيراً، الأمر الذي أدى إلى أنه وبطريقة تخلو من أي مشاعر إنسانية بالنبش في قبور الفاطميين “تربة الزعفران” والتخلص من رفات الجثث على ركام الأكوام خارج القاهرة وهذا الأمر مخالفاً لجميع الأديان السماوية.
قام بعد ذلك “جهاركس الخليلي” ببناء خان فوق مكان هذه القبور، وكلمة “خان” تعني مكان مجهز لاستراحة التجار والمسافرين ومبيتهم.
وفي العام 1389 م قام السلطان برقوق بتكليف جهاركس الخليلي بقيادة معركة في دمشق، وحدث أن انهزم جهاركس في هذه المعركة وتم قتله، وتُركت جثته لتأكلها الطيور والحيوانات، واعتبر المؤرخ المقريزي هذا الحدث بمثابة عقاب إلهي له بسبب ما فعله بتربة الزعفران وعدم احترامه لحرمة الموتى.
وبعد مرور 122 عام على موت جهاركس الخليلي، جاء السلطان “الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري” عام 1511 م وقام بهدم هذا الخان وقام ببناء وكالات وبوابات جديدة، ويتبقى من هذه البوابات حتى الآن 3 بوابات مسجل عليهم اسمه.
وعلى الرغم من إزالة الخان الذي بناه جهاركس الخليل وبناء قانصوه الغوري للمكان من جديد إلا أن المكان حتى يومنا هذا ما زال يحمل اسم “خان الخليلي”.
تفاصيل عن خان الخليلي
يتميز هذا المكان العتيق الأسطوري بأنه أحد أشهر الوجهات السياحية في مدينة القاهرة، ويعرف بأنه سوق يقدم العديد من المنتجات التقليدية والشعبية المتنوعة من ملابس وأحذية وإكسسوارات وغيرهم تعكس الثقافة التراثية والشعبية للمكان، كما تقدم محلات الذهب هناك مجوهرات ذات تصاميم فريدة ومميزة، ويمكن لزوار المكان شراء التذكارات والاحتفاظ بها، كما يضم المكان مطاعم ومقاهي وبازارات متنوعة.
خان الخليلي عبارة عن شوارع ضيقة للغاية لا تتخطى مترين تقريباً، وخلال تجولك فيه ستنبهر بتصاميم المنازل القديمة التي ما زالت موجودة حتى الآن والتي تتميز بتزينها بالمشربيات الخشبية التي تدل على التاريخ العريق القديم لهذا المكان.
من أبرز معالم هذا المكان “مقهى الفيشاوي” والتي تأسست عام 1767 م.
كما أن هذا المكان الرائع بمزاراته كان مصدر إلهام كبير للعديد من الكُتَّاب والأدباء أبرزهم “نجيب محفوظ” الذي ألف كتاب يحمل اسم المكان نفسه “خان الخليلي”.