خوفو

جدول المحتويات
اشتهر ملوك الأسرة الرابعة ببنائهم للأهرامات لتكون مقابر لهم بعد موتهم، فقام خوفو ببناء هرمه كما فعل والده سنفرو ببناءِه لأهراماته الثلاثة وكما فعل زوسر.
حياة الملك خوفو
الملك خوفو هو ابن الملك سنفرو والذي أسس الأسرة الرابعة، والملكة حتب حرس ابنة أحد ملوك الأسرة الثالثة، وتبع خوفو أبوه سنفرو في ولاية الحكم على مصر، وبالتالي فهو ثاني ملوك الأسرة الرابعة.
فترة حكمه
كانت مصر خلال الفترة التي تولى فيها خوفو الحكم تواجه تحديات وظروف صعبة، وأبرز هذه التحديات أنه في منطقة سيناء كانت هناك عصابات مسلحة دخيلة على البلاد ولم تكن تكتفي فقط بأعمال العنف بل أنها كانت تجبر البدو في هذه المنطقة على معاونتهم ومساعدتهم في الأعمال التي يقومون بها، الأمر الذي أثر على حركة التجارة التي كانت تتم بين مصر ومنطقة الشام، كما أنه تم إعاقة أعمال البحث والتنقيب عن الأحجار الكريمة في وادي المغارة، ولذلك قام الملك خوفو بدوره كاملاً في القضاء على هذه العصابات فأرسل ورائهم الجيوش حتى تم طردهم خارج البلاد وتمكن من تأمين حدود البلد، هذا الأمر الذي أدى إلى أن بعض المؤرخين ذكروا أنه أول ملك مصري يقوم بالتواصل بشكل مباشر مع المملكة البابلية من أجل تأمين المنطقة التي تقع بينهم وبين مصر، كما أدى أيضاً أن أهل النوبة توقفوا عن أي حركة تمرد وقبلوا على أن يكونوا تحت السيادة المصرية.
كان الملك خوفو خلال فترة حكمه يحاول الحفاظ على حدود البلاد وتأمينها داخلياً ومحاولة الحفاظ على ما تركه أبوه الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة.
اشتهر الملك خلال حياته بزيجاته الكثيرة وبالتالي كان لديه العديد من الأبناء والذين كانت تعدهم أمهاتهم جميعاً لوراثة العرش، وبسبب تنبؤ خوفو بالصراع الذي سيحدث بعد وفاته، قام بوضع قوانين لولاية العرش:
- أن يكون الوريث نتاج زواج الملك من أخته “الأمر الذي كان شائع وقتها”.
- أو أن تكون أم الوريث ملكة.
- وإذا لم يتوافر الشرط الأول والثاني، فيكون الوريث ابناً لرجل عادي ولكن شرط أن يكون قوي وجدير بالحكم وأن يتزوج إحدى نساء الأسرة المالكة ويكون دمها ملكي.
وعلى الرغم من وضعه لهذه القوانين إلا أنه ظهرت انقسامات بين أبناءه، وانتهى الأمر على أن تولى الحكم ابنه (جدف رع) ولم يكن هذا الابن الذي يتطابق عليه مواصفات الوريث الشرعي، ولكن الابن الذي كان سيرث الحكم حدث أن اختفى في ظروف غامضة، ولم يكتفِ جدف رع بهذا فقط بل أنه تزوج من أخته التي هي كانت زوجة لأخيها الذي كان سيرث العرش واختفى، وفعل جدف رع هذا حتى يبعد الشكوك من حوله، كما أن العديد من إخوته الآخرين قد ماتوا أيضاً في ظروف غامضة، وتلاه في تولي العرش أخوه خفرع.
هرم خوفو
كان الملوك يبنون لنفسهم أهرامات لتكون مقابر لهم بعد موتهم ولمقتنياتهم، ولكن بدلاً من أن يبني خوفو الهرم في منطقة سقارة أو دهشور، قام بنقل منطقة البناء لهضبة الجيزة ظناً أن ارتفاع هذه المنطقة يقربه أكثر من السماء وقرص الشمس الذي يمثل الإله رع، كما أن هذه المنطقة قريبة من منطقة هليوبوليس والتي هي مقر عبادة الإله رع، وأيضاً كانت الأحجار التي تتواجد في هضبة الجيزة تتناسب مع الأحجار التي سيستخدمونها في بناء الهرم وذلك أيضاً تسهيلاً على العمال من مشقة نقل الحجارة لمقر البناء.
وتولى عملية بناء الهرم المهندس العبقري “حم إيونو” والذي بعد أن انتهى من بناء الهرم في مدة استغرقت تقريباً عشرين عاماً تم توليه منصب وزيراً أول للملك خوفو.
ويعرف الهرم الأكبر أو الهرم خوفو بأنه أحد عجائب الدنيا السبع، تم بناءة من عدد من الأحجار الجيرية بلغ عددها تقريباً 2,300,000 ووزن كل حجر منهم تقريباً كان حوالي 2.5 طن ليصل وزن الهرم الأكبر ككل إلى 6 مليون طن، وكانت قاعدة الهرم يبلغ طولها 227.5 متر وارتفاع يصل حتى 137 متر ليكون حجم الهرم تقريباً 2,500,000 م³، وأغلب من قاموا بأعمال البناء من العمال كانوا مزارعين يتم تجميعهم في فترة فيضان نهر النيل لينشغلوا بأعمال البناء تعويضاً لفترة تعطل عملهم أثناء الفيضان.
تم بناء هرم خوفو بأعلى الدرجات من الدقة، كما أن تصاميمه وقياساته تم اختياراها بدلالات وأهداف محددة وليس بشكل عشوائي، الأمر الذي مازال حتى يومنا هذا مصدر إعجاب للعالم أجمع ودليلاً على قدرة وذكاء وعظمة وإبداع المصري القديم.
موت الملك خوفو
لم تذكر المصادر التاريخية أخباراً توضح كيف مات الملك خوفو، كما أن مومياؤه لم يتم وجودها حتى الآن ويعتقدون أنه قد تم دفنها في مكان سري، أو أنه هناك مداخل أو غرف سرية قد يكون تم دفن الملك داخلها ولم يتم اكتشافها حتى الآن.