قلعة قايتباي

بنيت قلعة قايتباي بنفس مكان إحدى عجائب الدنيا السبع (فنار الإسكندرية)، لتكون بمثابة حصن ضد العدوان العثماني على مصر، في عهد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي، خلال العصر المملوكي.
السلطان قايتباي
السلطان قايتباي أبو النصر ابن عبد الله الجركسي المحمودي الظاهري، تاسع عشر السلاطين المماليك وأطولهم حكماً، حيث أنه حكم مدة 29 سنة، ويعد من أعظم الحكام في العصر المملوكي وتاريخ مصر، لانتشار العديد من التحديات خلال عصره، حيث انتشر مرض الطاعون خلاله ويقال أن زوجته وبعض أبنائه قد ماتوا تأثراً به، كما أنه تصدى للخطر العثماني من خلال بنائه لقلعة قايتباي الواقعة في نفس مقر فنار الإسكندرية القديم بالطرف الشرقي لجزيرة فاروس بمدينة الإسكندرية.
بناء قلعة قايتباي
أمر السلطان قايتباي ببناء القلعة أثناء زيارته لمدينة الإسكندرية، والتي استغرقت عملية بنائها عامين منذ 882هـ/1477م وحتى 884هـ/1479م، واختار موقع منارة الإسكندرية (التي كانت تعد أحد عجائب الدنيا السبع) التي تهدمت بسبب زلزال مدمر في العام 702هـ لتتم عملية الإنشاء فوقها، كما استخدم الحجارة الخاصة بهذه المنارة في عملية البناء لذا تعد بعض الحجارة التي بنيت بها القلعة أقدم حجارة مستخدمة في الأبنية الخاصة بالإسكندرية، وتحظى القلعة بموقع استراتيجي مميز حيث تحيطها المياه من ثلاث جهات، وصممت على هيئة مربع على مساحه تبلغ 17,550 م² يخرج من كل ركن من الأربعة أركان برج، وتتكون من ثلاثة طوابق، ضم الطابق الأول مسجداً يعد الأقدم في الإسكندرية، بالإضافة لممرات دفاعية كان يستخدمها الجنود أثناء العمليات الدفاعية ضد عمليات الهجوم ، والطابق الثاني يضم ممرات و4 حجرات كانت تستخدم للاجتماعات الخاصة بقادة الجند، والثالث يضم مقعد السلطان قايتباي لمراقبة السفن وحجرات عديدة للدفاع عن القلعة بالإضافة إلى فرن كان يستخدم لإعداد الخبز الذي كان يتم تحضيره من القمح، ويتميز المبنى بوجود عدة فتحات كانت تستخدم للحماية واستخدام الرماح (كانت تستخدم للمدافع في عصر محمد علي)، كما تضم القلعة 4 أبراج كانت تستخدم في مراقبة ورؤية السفن على بُعد يوم كامل من الإبحار تجاه ميناء الإسكندرية، وتتكون القلعة من سورين من الأحجار الضخمة، السور الخارجي يضم الأبراج الدفاعية، والسور الداخلي يضم مخازن مخصصة للسلاح وثكنات للجنود، ويتواجد سور في الجهة الشرقية للقلعة يضم فتحات كانت تستخدم لرمي الرماح والدفاع ضد الهجوم، وفي الجهة الشمالية الغربية يتواجد البرج الرئيسي للقلعة والذي بني من الحجر الجيري.
اهتمام السلاطين بالقلعة
اهتم كثيراً السلاطين الذين حكموا مصر بالقلعة واتخذوها قلعة حربية وعسكرية لهم، فخلال العصر المملوكي قام السلطان قنصوه الغوري بتزويد قوة حاميتها والأسلحة والعتاد، وفي العهد العثماني قاموا بتزويدها بطوائف من المشاة والجند والفرسان والمدفعية، وقام محمد علي باشا بعمليات تجديد لأسوار القلعة وزودها بالمدافع التي كانت تستخدم عبر الفتحات للدفاع، لتقوم بعد ذلك لجنة حفظ الآثار العربية بمزيد من التجديدات والإصلاحات للقلعة بأسوارها وطوابقها الثلاثة.
أهمية قلعة قايتباي
بجانب أهمية القلعة منذ بنائها وعلى مر العصور لحماية الدولة المصرية ضد الهجومات الخارجية التي قد تهدد مصر من الناحية الشمالية عن طريق البحر الأبيض المتوسط، فإنها الآن تعد مصدر جذب سياحي هام، لتحكي تاريخ مصري عريق منذ الدولة المملوكية، تجذب القلعة بشكل يومي مئات الزوار من داخل وخارج مصر، وتحظى بشهرة كبيرة لكونها أحد أهم معالم مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط، تتميز القلعة ببنائها على الطراز المصري وتاريخ البقعة التي بنيت عليها بجانب موقعها الجذاب الواقع على البحر الأبيض المتوسط مباشرة.