قناع توت عنخ آمون

جدول المحتويات
الملك توت عنخ آمون صاحب أشهر مقبرة فرعونية، وصاحب القناع الذهبي الأشهر والأثمن في العالم، والذي ذُهل العالم من جمال ودقة تصاميمه.
نبذة عن الملك الشاب
توت عنخ آمون هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر، ابن الملك إخناتون والذي عرف بتوحيد عبادة الإله “آتون” حتى أن الملك الشاب نفسه كان يسمى “توت عنخ آتون” ولكن فور موت والدة وبعد أن أصبح ملكاً على البلاد أعاد عبادة الآلهة وعلى رأسهم “آمون” وقام بتغيير اسمه “لتوت عنخ آمون” وبدلاً من أن تكون العاصمة ومقر الحكم “أخيتاتون” عاد مرة أخرى إلى “طيبة”.
لم يشتهر هذا الملك الشاب بالإنجازات كغيره من الملوك الفراعنة فقد تولى الحكم وهو طفل صغير، ومات في سن التاسعة عشر، وبتحليل حمضه النووي عُرف انه مات بسبب انه كان يعاني من عدة أمراض منها مرض الملاريا، فنظراً لسنه الصغير ومدة حكمه القصيرة لم يحظ بأن تكون له إنجازات أو أعمال سبباً لشهرته وسط ملوك الفراعنة، ولكنه نال هذه الشهرة بفضل اكتشاف مقبرته التي تعرف برقم (KV62) بمنطقة وادي الملوك على يد “هوارد كارتر”.
وعرفت مقبرة “توت عنخ آمون” بأنها أهم مقبرة مصرية فرعونية تم اكتشافها وذلك بسبب اكتشافهم وفتحهم لها قبل أن تصلها يد أي لص، ووجدت بكل مقتنياتها التي يبلغ عددها تقريباً 5000 قطعة أثرية جميعها تخص الفرعون الصغير وبعضها كان يستخدمها في حياته اليومية، ومن أهم هذه المقتنيات النفيسة هو القناع الذهبي الذي أثار ذهول العالم وأصبح أيقونة أثرية يتحدث عنها العالم.
القناع الذهبي لتوت عنخ آمون
هذا القناع الذهبي الذي حاز إعجاب العالم وأذهل الجميع تم تصنيعه من الذهب الخالص بدقة متناهية، كما أنه مكون من طبقتين قاموا بربطهما سوياً عن طريق الطرق، يصل وزن هذا القناع المذهل إلى حوالي 11 كجم، ويصل ارتفاعه إلى 54 سم، وعيناه المذهلتان مصنوعتان من حجر السُج والكوارتز، وجفونه وحاجبيه مزينين باللازورد، وقلادتة مزينة بأحجار كريمة وأخرى نصف كريمة مرتبة في 12 صف، ويظهر غطاء رأسه برمز يحمل صورة ثعبان الكوبرا مع صورة نسر “كرمز لحكمه وسيطرته على مصر العليا والسفلى”، وبالنسبة للقناع من الخلف فقد تم النقش عليه باللغة الهيروغليفية (اللغة المستخدمة لدى قدماء المصريين) بشكل طولي تعويذة سحرية مقتبسة من كتاب الموتى، حيث أنه في الاعتقاد القديم أن هذا الكتاب وتعاويذه مسئولين عن تأمين رحلة الموتى للحياة الأخرى (البعث) أو بمعنى آخر لتساعده في العبور للحياة الأخرى.
كانت هناك بعض الشكوك حول أن هذا القناع يخص الملك توت عنخ آمون، فذهبت بعض الظنون إلى أنه ربما تمت صناعته للملكة نفرتيتي (زوجة إخناتون) وكان هذا الشك راجعاً لسبب أن القناع تم تصميمه لشخص يرتدي الأقراط، ولكن تم نفي هذه الشكوك حيث أنه في تلك الفترة لم يكن ارتداء الأقراط مقتصراً فقط على النساء، وبالفعل فالقناع يخص الملك الشاب الصغير توت عنخ آمون، والذي يتواجد بالمتحف المصري بالتحرير وسيتم نقله لعرضه في المتحف المصري الكبير