معبد الكرنك بالأقصر

جدول المحتويات
مجمع معابد الكرنك، أو كما يعرف بمعبد الكرنك، هو عبارة عن تجمع من المعابد والأعمدة الضخمة وبنايات أخرى، الذي تم بناءه للثالوث الإلهي آمون رع، وزوجته الالهة موت، وابنهم الإله خونسو، ويوجد لكل إله منهم المعبد الخاص به ضمن المجمع، ويوجد المعبد بمحافظة الأقصر “طيبة في السابق” على الضفة الشرقية لنهر النيل جنوب جمهورية مصر العربية.
تاريخ معبد الكرنك
فترة الدولة الوسطى: بعد وصول الأسرة الحادية عشر لحكم مصر التي قامت بالحكم من الفترة (2134 ق.م وحتى 1991 ق.م)، كانت حينها أرض الكرنك مقدسة، حيث أثرت عبادة آمون في المعبد بشكل كبير عليه حيث أعطته ثروة وزادت قوته وبشكل تدريجي تم دمجه مع “رع” إله الشمس، وبدأ سنوسرت الأول “ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر” باستخدام الحجر الجيري في بناء محكمة المملكة الوسطى والمصلى الأبيض (أقدم بنايات داخل المعبد) وتم ذلك في الفترة (1971 ق.م وحتى 1926 ق.م).
فترة الدولة الحديثة “الفترة الذهبية”: بعد أن تم دمج آمون مع إله الشمس رع و أصبح “آمون رع” تمت عبادته كإله الحرب من قبل الأسرة الثامنة عشر (التي تعتبر أول أسرة تهتم بعبادة آمون رع في الدولة القديمة)، وكانت الأسرة الثامنة العشر والتاسعة عشر تشتهران بالإهتمام بالتوسعات العسكرية والمنشآت فاهتموا بمعبد آمون رع حيث شرع أمنحوتب الأول في بناء معبدا له، وأتي بعده تحتمس الأول لبناء الصرح الرابع والصرح الخامس ومسلتين من الجرانيت (إحدى المسلتين موجودة حتى الآن)، وبعدهم الملكة حتشبسوت قامت ببناء الصرح الثامن ومسلتين (تتواجد هذه المسلات حتى الآن وإحداهما يتخطى ارتفاعها 29 متر)، ثم أتى تحتمس الثالث وقام بإحاطة المسلتين التي أقامتهما حتشبسوت ببناء من الطوب اللبني وقام ببناء الصرح الرابع والخامس كما أقام بعض المقاصير، وقام بعده أمنحوتب الثالث ببناء الصرح الثالث، وأتى بعد ذلك أول فرعون موحد “اخناتون” وقام ببناء معبدا للإله آمون رع وأشار له برمز الشمس ولكن أتى بعد ذلك حور محب ليهدم المعبد وقام ببناء الصرح التاسع والعاشر رغبة في استرضاء الكهنة.
أصل التسمية
عرف المعبد في بداية الأمر بإسم (بر آمون) ومعناه بيت أو معبد آمون، وخلال عصر الدولة الوسطى سمي عرف بإسم (إبت سوت)، بينما سمي بالكرنك لأن المعبد كان عبارة عن مجمع من المعابد و الكنائس والصروح والبنايات الأخرى فكان يشبه القرية، وفي اللغة العربية كلمة كرنك تعنى “القرية المحصنة” لذلك تمت تسميته بمعبد الكرنك.
الصروح التي تم بناءها داخل المعبد
الصرح الأول: هو المدخل الرئيسي للمعبد ويقع في الجهة الغربية للمعبد، كما أنه آخر صرح تم بناءه وذلك من قبل أحد ملوك الأسرة الثلاثين.
الصرح الثاني: بناه كل من حور محب ورمسيس الأول الذي بلغ طوله تقريبا 97 مترا، وأضاف عليه رمسيس الثاني بعض التعديلات.
الصرح الثالث: بناه أمنحوتب الثالث، ولكن تم هدمه.
الصرح الرابع والخامس: قام ببنائهم تحتمس الأول.
الصرح السادس: “أصغر صرح تم بناؤه” بناه الملك تحتمس الثالث من الجرانيت، ويوجد في الجهة الغربية من المعبد.
الصرح السابع: بناه تحتمس الثالث و يوجد في الجهة الجنوبية من المعبد.
الصرح الثامن: قامت ببنائه الملكة حتشبسوت.
الصرح التاسع والعاشر: قام ببنائهم الملك حور محب.
المعابد الأثرية
(البحيرة المقدسة): قام بإنشائها الملك تحتمس الثالث سادس ملوك الأسرة الثامنة عشر، حيث يبلغ طول البحيرة حوالي 80 مترا وعرضها 40 مترا، هذه البحيرة تعتبر أحد أسرار الفراعنة فهي لم تجف أبدا على مر التاريخ كما أن منسوب المياه بها لا يتغير حتى مع تغير منسوب مياه نهر النيل، البحيرة قديما كان يحيطها سور ضخم ولكنه تهدم فلم يعد موجودا الآن، وتقع البحيرة خارج البهو الرئيسي لمعبد الكرنك على بعد خطوات من تمثال الجعران الفرعوني (الذي كان عبارة عن هدية من الملك أمنحوتب الثالث لزوجته حتى يدوم حبهما)، وكانوا الفراعنة القدماء يستخدمونها في أعمال الإغتسال والتطهير، فكان الكهنة يقومون بالإغتسال داخلها قبل أداء أي مراسم دينية تحضرها الآلهة.
(معبد رمسيس الثالث): بناه الملك رمسيس الثالث في الناحية الجنوبية للفناء، لإستراحة السفن المقدسة، يبدأ المعبد بصرح يتقدمه تمثالان للملك من الخارج، ومن الخلف يوجد الفناء المكشوف الذي يوجد على جانبيه صفان من الأعمدة، كل صف منهم يتكون ثماني أعمدة و كل عمود يتصدره تمثال الملك، وتم تزيين جدران المعبد بنقوش تمثل أوضاع مختلفة للملك أمام الإله آمون رع، ويعتبر معبد رمسيس صورة متكاملة للمعبد المصري.
(معبد خونسو): قام ببنائه الملك رمسيس الثالث، وبعده ابنه رمسيس الرابع، ثم رمسيس الحادي عشر، ثم رئيس الكهنة حريحور وهو من أتم بناؤه، يتكون هذا المعبد من صرح يليه فناء به أعمدة لها تيجان على شكل زهرة البردي، ويلي الفناء دهليز به أعمدة يقود لبهو الأعمدة التي على جدرانها نقوشا من عهد رمسيس الحادي عشر وحريحور، ثم بالنهاية توجد المقصورة التي تخص خونسو وتحيطها المحاريب المظلمة لإستراحة السفن المقدسة، ويوجد فناء صغير به أربعة من الأعمدة خلف المحراب حيث تتصل به سبعة حجرات، منهم حجرة تم تخصيصها لعبادة “أوزير”.
(معبد موت): بناه الملك أمنحوتب الثالث، وبعده قام بعض ملوك العصر البطلمي بالإضافة إليه، ويقع المعبد في المنطقة الجنوبية من معبد آمون بحوالي 350 متر، ويتم الوصول إليه من خلال طريق الكباش عند الصرح العاشر، ويضم معبدين واحدا منهم يوجد في الجهة الشمالية الشرقية من السور وهو تابع للإله خنسو، والآخر يوجد في الجهة الجنوبية من عصر الملك رمسيس الثالث، وتم إنشاءه لعبادة الالهة موت التي هي زوجة الإله آمون رع.
تعامد الشمس على معبد الكرنك
تعد هذه الظاهرة الفلكية التي تحدث تحديدا في اليوم الواحد والعشرين من شهر ديسمبر انعكاسا لعظمة المصريون القدماء ومدى تطورهم وعلمهم بعلم الفلك وحركة الشمس، وفي هذا اليوم تحديدا تتعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد الإله آمون رع معلنة بداية الشتاء، كما يتزامن هذا التاريخ مع ميلاد آمون رع، ولكن بسبب الفرق بين عدد أيام السنة الكبيسة والسنة البسيطة يتغير تاريخ التعامد كل أربع سنوات ليصبح 22 ديسمبر بدلا من 21 ديسمبر.