مناسك الحج

جدول المحتويات
يتم تأدية مناسك الحج خلال فترة محددة من العام الهجري، على عكس العمرة التي يمكن تأديتها في أي وقت خلال العام، والحج واحداً من أركان الإسلام الخمسة.
معلومات عن الحج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يعني أن الحج هو فريضة فرضها الله عز وجل على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وكلمة قادر تشمل القدرة البدنية والقدرة المادية التي تمكن المسلم من تأدية الفرض دون أي ضغوط خارجية أو صحية.
ذكر الحج في القرآن الكريم في مواضع عدة، بالإضافة لسورة قرآنية كاملة باسم “سورة الحج”، وفي الآية “27” (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، تفسير الآية أن الله سبحانه وتعالى أمر إبراهيم عليه السلام (خليل الله) أن يدعو الناس للحج، فيقول له إذا دعوتهم سيأتون سيراً وركباناً، وعظم أجر من يذهب سيراً نظراً للمجهود المضاعف الذي يبذله ومثابرته لتأدية فريضة الحج ابتغاء في مرضاة الله ومغفرته.
يبدأ أداء مناسك فريضة الحج كل عام بتاريخ اليوم الثامن من شهر ذي الحجة حسب التقويم الهجري، وفريضة الحج واجب تلبيتها مرة واحدة فقط في العمر إذا استطاع المسلم ذلك، ولكن غير مرفوض أن يكررها المرء فيعتبر تطوعاً منه.
أنواع الحج
حج إفراد: ينوي فيه المسلم نية الحج فقط دون عمرة.
حج تمتع: المعروف أن أشهر الحج حسب التقويم الهجري هم ( شوال، وذي القعدة، والأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة) ينوى خلالهم المسلم نية العمرة فقط، ويؤديها كاملة بمناسكها، ثم يتحلل من إحرامه للعمرة، ويباشر حياته بشكل طبيعي، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ينوى نية الحج من حيث يتواجد ويحرم ويبدأ بأداء مناسك الحج.
حج قران: ينوي خلاله الحاج أداء الحج والعمرة معاً.
مناسك الحج
الإحرام: هو عقد النية للدخول في نسك الحج، ويتم الإحرام من المواقيت التي حددها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للحج والعمرة، وهم:
ذو الحليفة (آبار علي): ميقات أهل المدينة المنورة أو من يمر من خلالها.
الجحفة: ميقات لمصر والشام والمغرب العربي، أو من يمر خلالهم، وأصبحت مدينة (رابغ) تحل محلها الآن.
السيل الكبير (قرن المنازل): هو ميقات أهل نجد بالمملكة العربية السعودية، أو من قد يمر خلالها.
يلملم: ميقات أهل اليمن أو من يمر خلالها.
ذات عرق: حدد هذا الميقات الخليفة عمر بن الخطاب، وهو ميقات لأهل العراق أو من يمر خلالها.
أما بالنسبة لأهل مكة فيمكنهم الإحرام من منازلهم، أو من التنعيم (أحد مساجد مكة) أو الجعرانة.
وبمجرد بلوغ الحاج للميقات يقوم بقص أظافره وإزالة شعر العانة (أمور مستحبة)، ثم يغتسل كالغسل من الجنابة ويتوضأ ويرتدى زى الإحرام، بالنسبة للمرأة يمكنها ارتداء ما تشاء بشرط أن تتبع الزى الإسلامي وأن تنزع النقاب والقفازات إن وجد، أما الرجل فيرتدي زى غير مخيط ويسمى (إزار ورداء) ويكونا أبيضين نظيفين، ثم يؤدي ركعتي الإحرام ثم عقد النية والتلبية، والتلبية تختلف صيغتها بين أنواع الحج الثلاثة (حج الإفراد: “لبيك بحج)، (وحج التمتع: “لبيك عمرة” نظراً لأنه يؤدي مناسك العمرة أولاً ثم يتحلل منها ليحرم من جديد لأداء الحج)، و(حج القران: “لبيك بحج وعمرة”)، ثم يخرج الحاج من ميقاته متوجهاً لمكة.
حج التمتع: يؤدي المناسك الخاصة بالعمرة كاملة، ثم يتحلل من الإحرام منتظراً لثامن أيام ذي الحجة ليحرم مرة أخرى لتأدية مناسك الحج.
حج القران، والإفراد: يطوف الحاج طواف القدوم، ويظل محرماً حتى يأتي يوم التروية في الثامن من ذي الحجة.
والتلبية تكون كالآتي: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
التوجه للمسجد الحرام والطواف:
بمجرد وصول مكة يستحب قول (اللهم هذا حرمك وأمنك، فحرم لحمي ودمي على النار، وأمني من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك يا رب العالمين)، و ببلوغ المسجد الحرام يتم التكبير، وقول (اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً وأمناً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً)، وترديد التلبية (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)، ويدخل الحاج البيت الحرام متقدماً بقدمه اليمنى بادئاً بقول (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم أغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك)، ويبدأ الحاج الطواف بداية من الركن المتواجد فيه الحجر الأسود مع جعل البيت عن يسار الحاج، وإن أمكن يتم استقباله باليد اليمنى وتقبيله، وإن لم يتمكن الحاج يكتفي فقط بالإشارة بيده اليمنى، وإن تمكن الحاج من تأدية طواف القدوم يردد من أمام الحجر الأسود ( باسم الله، الله أكبر) ويهرول خلال الثلاث أشواط الأولى، ويسير على مهل خلال الأربعة الباقية، ويتم الدعاء بين الحجر الأسود والركن اليماني (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار)، وخلال الأشواط يدعو الحاج بما يحب، ثم بعد الانتهاء يتوجه لمقام سيدنا إبراهيم عليه السلام وأداء ركعتين خلفه او في أي مكان آخر بعد قراءة (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) “الآية 125 من سورة البقرة، وخلال الركعة الأولى يقرأ الحاج سورة الفاتحة ثم سورة الكافرون، وخلال الركعة الثانية يتم قراءة الفاتحة ثم الإخلاص، وقراءة الكافرون والإخلاص غير مشروط وإنما مستحب، فيمكن للحاج قراءة ما تيسر له بعد الفاتحة في كلتا الركعتين، ويتم الشرب من ماء زمزم.
ثم التوجه للسعي بين الصفا والمروة، ومع بداية الشوط الأول وصعود الصفا واستقبال الكعبة يقوم الحاج بالتهليل والتكبير لثلاث مرات متتالية ثم ترديد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) لثلاث مرات أيضاً، وقراءة الآية 158 من سورة البقرة (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)، ثم يتم النزول للمروة وتتم الهرولة بين العلمين الأخضرين، ومع بلوغ المروة يتم فعل ما تم فعله على الصفا باستثناء الآية الكريمة من سورة البقرة، حتى تتم سبعة أشواط، والمسافة بين الصفا حتى المروة تحسب شوط والعودة من المروة للصفا شوط آخر).
ثم يتم الحلق أو التقصير، وبتأدية هذه المناسك يكون قد تم تأدية العمرة بالنسبة لحج القران أو التمتع، يتحلل من يتبع حج التمتع من إحرامه، ويبقى من يتبع حج القران على إحرامه حتى اليوم الثامن من ذي الحجة.
يوم التروية
التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وفيه يحرم الحاج المتمتع استعداداً للحج، بينما الحاج القارن أو المفرد فهو على إحرامه منذ الميقات، وفي هذا اليوم يتوجه الحجاج إلى منى ويصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً وبدون جمع، والمبيت في منى ليس واجباً وإنما من السُنة، أي يمكن للحاج التوجه مباشرة إلى عرفة، وأثناء الإقامة في منى يقوم الحجاج بالتلبية (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، والدعاء بما يرغبون ويتمنون.
يوم الوقوف بعرفة
هو اليوم التالي ليوم التروية، التاسع من ذي الحجة، وهو الركن الأهم مناسك الحج، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة”، والوقوف بعرفة يكون من زوال شمس اليوم التاسع حتى صباح اليوم التالي (يوم النحر) وهو أولى أيام عيد الأضحى المبارك، ويصلي الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم وقصراُ، ويتم التلبية والدعاء والذكر حيت قال الرسول (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
مزدلفة
المبيت في مزدلفة حتى طلوع الفجر أمر مفروض، ويقوم الحاج بصلاة المغرب والعشاء قصراً وجمعاً، ورمي جمرة العقبة الأولى بعد التقاط 7 حصيات من أي مكان.
اليوم العاشر من ذي الحجة
بعد التقاط السبع حصيات يتم رمي جمرة العقبة بهم بشكل متتالي، ثم يتم الذبح بعد ذلك وهذا الأمر ضروري لحجاج التمتع والقرن، ومستحب أن يفعله الحاج المفرد، ثم بعد ذلك يتم حلق الشعر أو تقصيره.
طواف الإفاضة
يعود الحاج إلى مكة حتى يؤدي طواف الإفاضة، وإذا كان قد تحلل من إحرامه فيمكنه الطوف بثيابه.
أيام التشريق
هي الأيام 11، و12، و13 من ذي الحجة، ويتم رمي الجمرات خلالهم، وإذا أراد الحاج العودة إلى منزله أدى طواف الوداع والذي هو عبارة عن سبعة أشواط، بينما الحائض أو النفساء لا حرج عليها من هذا الطواف.