وادي الحيتان

جدول المحتويات
وثّقت منظمة اليونسكو على منطقة وادي الحيتان كأفضل منطقة عالمية تراثية تضم هياكل الحيتان العظمية، وتعد من أهم المناطق في العالم لدراسة الحياة منذ نشأتها وكيف تأثر تطور الكائنات الحية بسبب التغيرات المناخية عبر العصور.
اكتشاف وادي الحيتان
وادي الحيتان هو جزء من محمية وادي الريان الواقع بمحافظة الفيوم يقع تحديداً في قلب الصحراء الغربية المصرية، كان في بادئ الأمر عبارة عن منطقة تغمرها المياه الضحلة الدافئة أو ما يعرف بالبحر التيثي الذي كان يغطي أغلب مساحة مصر والمليء بالشعاب المرجانية والقروش والحيتان العملاقة منذ 40 مليون سنة خلال ما يسمى بالعصر الإيوسيني ، والذي تبعته عصور أخرى ظهرت فيها كائنات مختلفة، كالعصر الأوليجوسيني والذي ظهر فيه حيوان الفيل المائي (البلاتيبلادون) والطيور العملاقة، والعصر الميوسيني أو عصر الفيلة.
ليتم اكتشاف هذه البقعة المتحفية على يد العالم الإنجليزي (بيد تل) عام 1902م، حيث قام هناك بعمل أول تقرير بحثي له، وزادت شهرة هذه البقعة عندما وجدوا الهياكل العظمية للحيتان الموجودة هناك، والتي ظنوها في بادئ الأمر عظام ديناصور نظراً لوجود أطراف لها، ومع الدراسة والأبحاث وجدوا أنها عظام حوت، والذي كان أول حوت يتم اكتشافه ويسمى (الباسيلوسورس إيزيس) الذي عاش قبل 40 مليون سنة كحيوان مائي يعتمد على أطرافه الخلفية، وكان يتغذى على حوت يسمى (الدوردون أو الدوريودون).
ومثلت هذه البقعة موقعاً ممتازاً لدراسة تطور الكائنات الحية عبر ملايين السنين، وبسبب تغير المناخ، حيث أن هذه الحيوانات التي كانت تعيش على البر وتملك أطرافاً، أصبحت كائنات بحرية ولها زعانف، هذه الزعانف تدل على وجود هذه المرحلة السابقة حيث وجود أطراف كاملة تعرضت للضمور على مر الزمن، ويضم المتحف الموجود بالمحمية هذا الدليل بعرضه للهياكل العظمية لهذه الحيتان.
متحف الحفريات وتغير المناخ
المتحف الوحيد في العالم الذي ربط بين الحفريات وتغير المناخ، وأعطى نماذج واضحة ومدروسة تثبت تأثير التغير المناخي على تطور الكائنات الحية عبر العصور والأزمنة المختلفة (تطور الحيتان بصفة خاصة)، يضم هذا المتحف حفريات تعود للعصر الإيوسيني والتي قد يزيد عمرها عن 40 مليون سنة، كما يتميز بوجود أطراف حوت في بدايته وتم اختيارها لتكون أيقونة المتحف، ترجع هذه الأطراف لحوت (الباسيلوسورس إيزيس) الذي وصل طوله إلى 18م وكان يعيش على اليابسة بمساعدة أطرافه الخلفية، ليكون أحد النماذج الهامة لدراسة التطور عبر الأزمنة بسبب التغير المناخي.
ويضم المتحف 95 قطعة جميعها عبارة عن حفريات فقارية، وتعود للعصر الإيوسيني والأوليجوسيني حتى أصبحت المنطقة صحراء جرداء، بالإضافة لوجود أعداد متنوعة من الصخور منها الصخور النارية التي تكونت نتيجة الزلازل والبراكين وكانت بداية لتكون البحر الأحمر، كما يضم المتحف أيضاً هياكل أخرى لحيتان وقروش متنوعة، وجميع مقتنيات هذا المتحف تشرح التطور عبر الزمن وكيف تأثرت الأرض والكائنات عليها بالتغيرات المناخية.
كيف تكون وادي الحيتان
كانت هذه الأرض منذ ما يزيد عن 40 مليون سنة تغمرها المياه، وتسكنها العديد من الكائنات البحرية والشعاب المرجانية وغابات المانجروف وغيرها، ومرت بعصور عدة، أقد ما تعرفنا عليه من خلال اكتشاف الحفريات هناك هو العصر الإيوسيني.
ومع اكتشاف الوادي على يد العالم بيد تل الإنجليزي عام 1902م، ودراسة الحفريات هناك، تم اكتشاف الحيتان وكيف كانت تعيش على كوكب الأرض سابقاً وأنه كان لديها أطراف مثلها مثل الحيوانات البرية، ومرت الأرض بالعديد من الزلازل والبراكين وتكون للغابات وظهور للكائنات وتغير للمناخ حتى أصبحت كما نعرفها الآن كالصحراء الجرداء التي تضم الحفريات والتلال التي كانت عبارة عن ملاجئ للشعاب المرجانية والكائنات المختلفة، وسميت بوادي الحيتان في العام 1983م، وتم افتتاحها رسمياً عام 2005م.